رئيس التحرير
عصام كامل

بعد استقالة "الحريري".. لبنان إلى التوافق أم الانفجار؟!


نعيد التذكير بالنظام السياسي اللبناني الذي يقوم بكل أسف على دستور طائفي، يمنح حصصا في المواقع السياسية للطوائف، منها أن يكون رئيس الوزراء مسلما سنيا، ورئيس البرلمان مسلما شيعيا، والرئيس طبعا مسيحيا مارونيا، وكل منهم يحمل لقب "الرئيس"!


كل هؤلاء لا ينتخبون مباشرة من الشعب.. أي إن الشعب الموجود بالشوارع للاحتجاج الآن عليه أن ينتخب مجلس نواب والمجلس يشكل كل شيء!

ولذلك يبدو الخروج من مأزق استقالة "الحريري" بانتخاب رئيس وزراء جديد.. ولكن الرئيس الجديد المسلم السني ينبغي أن يحصل على موافقة مجلس النواب، وهنا يكون القرار شكلا للمجلس، إنما فعليا في يد 10 كتل نيابية وعدد من النواب المستقلين يرفضون الطائفية انتخبوا على أسس سياسية مثل النواب الناصريين مثلا.

إلا أن كل هؤلاء جاءت بهم جميعا انتخابات 2018، وفيها تشكل كتلة رئيس الوزراء المستقيل المركز الثاني ب 19 مقعدا من برلمان ال 128 مقعدا، بينما كتلة وزير الخارجية "انطوان باسيل" هي الأولى بـ 29 مقعدا، إلا أن كتلة "الحريرى" كتلة نقية بغير تحالفات، بخلاف كتلة "باسيل" المتحالفة مع 3 كتل نيابية أخرى !

ولذلك من هي الشخصية التي يمكن أن يختارها النواب وتحصل على موافقة النواب الشيعة بما فيهم كتلة "حزب الله"، وتوافق عليه الكتل الأخرى المناوئة لـ"حزب الله" ويمتلك هذا المرشح برنامجا يستطيع به إقناع اللبنانيين بالعودة لبيوتهم، وإنهاء الاحتجاجات، وبالتالي فعليه أولا أن يحوز رضا الشارع نفسه؟ هذا المرشح بهذه الشروط لا نعتقد أنه موجود.. (إلا إذا عاد "الحريري" مرة أخرى بشروط سياسية أخرى ). 

وبالتالي نقف الآن أمام احتمالات سيئة لبقاء الأزمة فترة أخرى، ويبقي لبنان بغير رئيس وزراء مسئول، وسنكون أمام حكومة تصريف أعمال لا تمتلك قرارها السياسي.. أو الاحتمال الآخر وهو تفكك الكتل الانتخابية التي تشكلت في الانتخابات النيابية العام الماضي بانتهازية سياسية كبيرة أدت لتحالفات الخصوم والأعداء.. ولكن تفكك هذه الكتل سيؤدي إلى عودة أسباب الصراع بينها كما كان وتكون احتمالات انفجار الأوضاع واردا!

الأسوأ من كل ذلك هو أن الأطراف الإقليمية والدولية لن تترك لبنان في شأنه، وستدخل بالنفوذ والمال لتدفع بسير الأمور في الاتجاه الذي يخدم مصالحها!

والحل؟

لا حل إلا بتشكيل فوري لقيادة للاحتجاجات الموجودة تكون محل ثقة، وتضع بنفسها شكل لبنان الذي يريدونه.. وتستطيع هذه القيادة التحاور مع من سيدير الأمور، وتكن مصلحة لبنان واللبنانيين وفقط هي هدفهم الوحيد.. عندها سيكون الحال أفضل كثيرا ويتجدد الأمل بنجاة البلد الحبيب!
الجريدة الرسمية