رئيس التحرير
عصام كامل

"ترامب" ونظرته للعرب (1)


الغرب على علم بأدق تفاصيل خلافاتنا العربية التي لا نستبعد أن تكون من تدبيره أصلًا؛ ليستفيد من أطراف الأزمة جميعًا، كل على حدة.. ودليلنا على ذلك ما قاله "ترامب" بوضوح تام لا لبس فيه أمام العالم أجمع: "إنه سيتقاضى مقابلًا نظير توفير الحماية لأي دولة". 


وهو نهج تاجر براجماتي يتعامل مع كل موقف بمنطق الصفقة ويبحث عن المكسب أينما كان.. موقف "ترامب" لن يتغير، فالرجل قالها صريحة "الأخلاق والإنسانية لا تحكم العالم بل تحكمه المصالح فقط، ومن ثم فلا مكان فيه للقيم الإنسانية".. ويقول إنه «نموذج طبيعى» لهذا العالم، فلا تستغربوا. 

ويقول: "أنا مثلًا أدير مؤسسات للقمار"، و"أنا اليوم رئيس أقوى دولة في العالم.. إنه عالم يخلو من القيم الإنسانية والأخلاقية.. النظام العالمى ليس فيه مكان للأديان والأخلاق.. لقد تحول عملنا الآن إلى ما يشبه الآلة".

الأدهى والأمر من ذلك أن "ترامب" يقول بلا مواربة ولا خجل: إن الفوضى الحالية في العالم سوف تخلق عالمًا جديدًا.. إنها «ولادة جديدة»، ستكلف الكثير من الدماء، وعليكم أن تتوقعوا مقتل عشرات الملايين.. ونحن كنظام عالمى «غير آسفين» أبدًا، فنحن لم نعد نملك المشاعر والأحاسيس.. مثلًا سنقتل الكثير من العرب والمسلمين ونأخذ أموالهم ونحتل أراضيهم ونصادر ثرواتهم!.

ثم مضى "ترامب" في شططه ليقول: «أعترف أنه فيما مضى كنا (نقلب) الأنظمة وندمر الدول تحت مسميات الديمقراطية، لأن همَّنا كان أن نثبت للجميع أننا شرطة العالم.. أما اليوم فلم يعد هناك داعٍ للاختباء، فأنا أقول أمامكم لقد تحولت أمريكا من شرطة إلى شركة، والشركات تبيع وتشترى، وهى مع من يدفع أكثر، والشركات كى تبنى عليها دائمًا أن تهدم".

ونكمل غدًا..
الجريدة الرسمية