كلهم (حرامية)!
(كلن يعنى كلن) هذا هو أشهر وأبرز هتاف للمتظاهرين خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في لبنان.. والشعار يلخص مطالب اللبنانيين ورغبتهم في إزاحة كل القيادات اللبنانية بلا استثناء، لأنهم كما رددوا في هتافاتهم ونطقت به لافتاتهم، كلهم حرامية.. أي كل المسئولين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية!
ولعل ذلك هو أحد أسباب ضيق "حزب الله" وقادته من انتفاضة لبنان، ورفضهم حتى التجاوب ولو شكليا معهم كما فعل قادة ومسئولون آخرون في لبنان.. وقد بلغ هذا الضيق مداه عندما لم يكتف "نصرالله" بمحاولاته تلويث سمعة المحتجين بالادعاء أنهم ممولون من الخارج، وإنما قام بتنفيذ تهديداته ودفع بعناصر من حزبه للتحرش بالمتظاهرين في بيروت والتعدي عليهم بغرض إرهابهم، كما فعلت حركة أمل قبلها في طرابلس، وهو ما دفع قوات الجيش للتدخل لحماية المتظاهرين اللبنانيين وتوفير الأمن لهم، خاصة وأنهم ملتزمون بسلمية احتجاجاتهم حتى الآن.
ولذلك إذا كان لبنان الموحد هو الرابح الآن من هذه الاحتجاجات، لأنه تجاوز الطوائف وخلافاتها وصراعاتها التي مزقته وأضرمت داخله قبل عقود حربا أهلية، فإن الخاسرين منها كثيرون، هم قادة هذه الطوائف وكل السياسيين والمسئولين في لبنان.. لكن يأتى على رأس هؤلاء الخاسرين "حزب الله" وقائده "حسن نصر الله"..
فإن أغلب اللبنانيين والعرب صاروا ينظرون إليه الآن باعتباره حزبا يدار من خارج لبنان، وليس حزبا وطنيا لبنانيا.. ويرونه مليشيا مسلحة وليس قوة مقاومة.. ويعتبرونه معاديا للجماهير اللبنانية ومعارضا لإنقاذها من الأزمات التي تخنقها، وليس حزبا يتبنى مصالح الجماهير ومدافعا عنها.
باختصار.. لقد عرت الانتفاضة اللبنانية "حزب الله" تماما في لبنان وخارج لبنان وفضحته وأوضحت حقيقته بوصفه حزبا يدار من الخارج، ويستخدم في تحقيق المصالح الإستراتيجية لإيران وأطماعها الفارسية في منطقتنا، ويهيمن على الدولة اللبنانية في الداخل بسلاحه، وعندما انتفض اللبنانيون بحثا عن حقوقهم شهر سلاحه في وجوههم.