رئيس التحرير
عصام كامل

أفيقوا يا عرب.. كفى ما نحن فيه!


تمر أمتنا العربية بأصعب فترات تاريخها وحيث تراجع الاهتمام والدعم الدولي لقضاياها وحقوقها، وتكالبت عليها القوى الطامعة في أرضها وخيراتها مشتغلة ما يجري من نزاعات وصراعات بين العرب بعضهم البعض..


وقد جاء الغزو الأمريكي للعراق يمثل نقطة بداية لتنفيذ خطة السيطرة بعد تفتيت دولها بأيد أبنائها، لتدفع أمتنا العربية ثمنًا باهظًا من استقرارها وتقدمها وحق أجيالها القادمة في حياة آمنة.

كنا ننتظر إن تكون القمم العربية منقذة لما نحن فيه من ضعف وهوان وتفرق ولكنها باتت هي الأخرى باهتة، لا تنعقد إلا بشق الأنفس، ثم تنفض دون مردود إيجابي على الشعوب، أو أفعال ملموسة من شأنها استعادة وحدة الصف أو إحداث تغيير حقيقي على الأرض يعيد للأمة هيبتها ويذود عن حياضها..

بل لعلنا نلحظ تراجعًًا من عام لآخر حتى أفضى ذلك لخروج البعض عن الحدود الدنيا للإجماع أو التوافق لينسج مكائد سياسية وصراعًا خفيًا ومعلنًا كما فعلت الدوحة ولا تزال مع جاراتها الخليجيات ومصر وليبيا وغيرها؛ وهو ما جرَّأ "أردوغان" على غزو شمال سوريا بصلف وغرور لم نر مثلهما. وفي سياق كهذا بات لزامًًا علينا أن نفيق سريعًًا، وأن نحشد الطاقات والإمكانيات في وجه من ينهشون الجسد العربي لنقول له بأعلى صوت: "توقف"..

فما أحوجنا- كما قال الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد أبو الغيط - إلى محور عربي فعال وقادر على مجابهة ما يحيط بنا من مخاطر وجمع ما تفرق من شمل أمتنا.. وما أحوجنا إلى الاتحاد والتجمع للحفاظ على ما بقى من تلك الأمة.

كثيرةٌ هي إخفاقات العرب ونكباتهم.. وكلها من صنع أيديهم وخلافاتهم البينية وخيانة بعضهم لقضايا الأمة ومصالحها الإستراتيجية، ثم تخلف الإنسان العربي في التفكير والتعليم والإنتاج، وانتكاسة ردود أفعاله إزاء ما يتعلق بمصيره ومستقبله.. وهل هناك نكسة أكثر من أن بعض العرب باركوا الغزو التركي لسوريا، وتغافلوا عن عبر التاريخ وعظاته..

أليس مَن ضرب العراق هو نفسه من ضرب ليبيا ثم سوريا.. ثم دبر ما سُمي بـ"الربيع العربي" للإجهاز على دولنا وتقسيمها إلى دويلات صغيرة لصالح إسرائيل.. ومن يدري من سيكون عليه الدور.. وكيف يسمح ضمير العربي المسلم بضرب دولة عربية شقيقة حتى لو اختلف البعض مع نظامها الحاكم؟!

وإحقاقًا للحق فإنه لا بد هنا من الإشادة بموقف الرئيس السيسي وتصريحاته الشجاعة المؤثرة التي نبهنا من خلالها إلى الأخطار الكبرى للتدخلات الخارجية في شئون الدول العربية، واحتلال تركيا أجزاء من دولتين عربيتين هما العراق وسوريا.. مؤكدا أنها أرض عربية لا يجوز تقرير مصيرها إلا بإرادة شعبها، وأن فلسطين هي قضية العرب المركزية، مطالبًا بالحل السياسي في اليمن.
الجريدة الرسمية