رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل قتلت "البغدادي" وتعيد هندسة الشمال السوري!


طرف واحد لم يتحدث رسميا طوال الأسابيع الماضية ولكنه كان الأكثر قلقا من الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا.. إسرائيل وحدها أكثر الخاسرين لو انسحبت أمريكا، حيث ستنهار كل مخططاتها لتقسيم سوريا المبنية في جزء منها على انفصال الأكراد..


وكما فعلت إسرائيل في الأيام الأولى لتولي "ترامب" وهددته بأدواتها المختلفة الإعلامية والسياسية، بلغ حد إعادة الفرز في نتائج الانتخابات الأمريكية ثم ورقة التعامل المخابراتي لـ"ترامب" مع روسيا، بما أخضع "ترامب" على الفور، وأوقف أيضا مطالب اعادة الفرز والتظاهرات ضد "ترامب" ولكنه أدى فيما بعد إلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بضم الجولان لإسرائيل، عادت مرة أخرى لتصل إلى اتفاق جديد يقضي بإعادة انتخاب "ترامب" شرط تعديل موقفه في الشمال السوري!

"الون بن ديفيد" المعلق العسكري للقناة 13 الإسرائيلية هاجم بشدة قرار "ترامب" بالانسحاب من سوريا، وهكذا اغلب الصحف الإسرائيلية، بينما يصل الصحفي الإسرائيلي "روعي كايس" الذي أجرى حوارا مع قائد كردي رفض ذكر اسمه إلى ذروة المواقف المكشوفة، حيث ناشد القائد العسكري الكردي إسرائيل علنا بالتدخل لإنقاذ الأكراد!

أما في يوليو الماضي وقبل الأحداث الأخيرة بأشهر أعلن رجل الأعمال الإسرائيلي "موتي كهانا" أنه هو من سيتولى تصدير النفط المستخرج من المناطق الخاضعة للأكراد!، وقتها تحدث "كهانا" لقناة i24new الإسرائيلية بشكل محدد وبالأرقام، وقال إن النفط في المناطق المقصودة بلغ إنتاجه 125 ألف برميل! وأنه يريد الوصول به إلى نصف مليون برميل!!!

ماذا يعني ذلك؟ يعني السعي للوصول إلى توفير إمكانيات قيام دولة بالشمال لديها الآن قواتها ولا يتبقى إلا توفير الأموال! وبعدها يأتي الاعتراف الدولي الذي اصطدم ذلك بالعدوان التركي، وهو ما دعمه "ترامب" ثم عاد وصحح خطأه بفيتو لـ "اللوبي الصهيوني"، أدى إلى تقديم عربون صلح للأكراد يقضي باستقبال "مظلوم عوني" قائد قوات سوريا الديمقراطية بالعاصمة الأمريكية، وإزاحة زعيم داعش الذي تقرر التخلص منه -وهو تحت الرقابة الإسرائيلية والأمريكية والتركية الدائمة على السواء-، والخطوة المرتقبة والتي ننتظر موقف سوريا وروسيا بالطبع منها وهي تسليم الأكراد مناطق النفط!!

كان من الصعب ظهور إسرائيل علنا لأنه سيستفز الرأي العام العربي ويحرج دول أخرى.. لكن يعود المخطط الإسرائيلي ليفرض نفسه على المنطقة وعلى أمريكا نفسها نحن فقط من نفهم كل شيء متأخرا جدا.. وللحديث بقية!
الجريدة الرسمية