رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة أبو بكر البغدادي من الإخوان لـ«داعش ».. عرف تنظيم البنا في المرحلة الجامعية.. تحول إلى الفكر الجهادي ونسق لإقامة تحالف تكفيري بعد سقوط صدام.. باحث يحذر: تصفيته لا تعني فناء أفكاره ومعتق

أبو بكر البغدادي
أبو بكر البغدادي

ما الذي يجمع بين البغدادي والإخوان ؟.. لا أحد يتهم كثيرا بالمرجعيات الفكرية لأئمة الإرهاب، فالخليفة الذي صنع آلة قتل دموية في جميع بلدان العالم، يعود لأصول فكرية إخوانية، وهو ما يبرر اتهام التنظيم دائما، بأنه مصنع الإرهاب الأول في العالم، والحاضن الرئيسي، لكل التيارات الدينية المتطرفة.


من هو البغدادي؟

هو إبراهيم عواد إبراهيم البدري، من مواليد في عام 1971 في مدينة سامراء العراقية، داخل ما يسمى بالمثلث السني في البلاد، وحمل لاحقا اسم أبو بكر البغدادي.

درس التلاوة القرآنية في جامعة صدام للعلوم الإسلامية، وخلال دراسته في الجامعة، انضم إلى جماعة الإخوان الإرهابية، التي كانت محظورة في العراق آنذاك، كما هو الحال الآن في أغلب دول العالم، واتبع طريقتها المتطرفة في لي عنق النصوص، والتأويلات المتعصبة في فهم أحكام الشريعة الإسلامية.

بعد فترة عرف فيها البغدادي، كيفية دخول طريق التطرف، ابتعد عن الإخوان، وانجذب إلى طريق أكثر وضوحا في التكفير، وانضم إلى التيار السلفي الجهادي، وبعد الغزو الأمريكي الذي أطاح بصدام حسين عام 2003، حاول البغدادي توحيد الميليشيات الدينية، التي تشكلت بعد فوضى الحرب على العراق، بزعم محاربة الاحتلال الأمريكي.

تحركات البغدادي تم رصدها، وقبض عليه، وسُجن في معسكر بوكا عام 2004، وداخل المعتقل صنع لنفسه اسمًا كبيرًا في الخطابة والتنظير الديني، وأقام علاقات موثقة مع المعتقلين التابعين لتنظيم القاعدة في العراق، وهم الذين أصبحوا فيما بعد القيادات الكبرى في نسختها الجديدة «داعش» التي تشكلت تحت اسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

إرهاب عالمي

في عام 2014، دخل تنظيم الدولة الإسلامية مسرح الأضواء العالمية، عندما سيطر على مدينة الموصل شمال العراق، وظهر البغدادي في خطاب متلفز يعلن عن تأسيس الخلافة، كما أعلن نفسه خليفة للمسلمين، وشكل جيشا متوحشا قام بالاستيلاء على مساحات شاسعة من شمال العراق، وأصبح على مقربة من العاصمة بغداد، وكان على وشك اقتحامها.

التوسع الشديد لداعش، زرع بذور القلق بين القوى الدولية، خاصة أنه اتبع تكتيكات أكثر جرأة من القاعدة، وكان يرسل رسائل دموية لأعدائه في العالم، عبر قتل كل من يعارضه، بأبشع الطرق والوسائل، ومن هنا بدأت مراحل تتبعه، ومع المحاصرة الاستخباراتية، اضطر لعدم الظهور مجددا، فانتشرت شائعات عديدة عن مقتله، منذ بداية عام 2015، وخاصة الغارة الجوية على منطقة البعج، بالقرب من الموصل، وكانت الإفادات التي تسرب، أنه أصيب بجروح بالغة ولن يستطيع قيادة التنظيم مجددًا.

ولكن الواقع كان يؤكد أنه انتقل بعد الغارة الجوية، من الموصل إلى الرقة في سوريا، ولكنه تجنب الظهور في لقاءات مصورة، واكتفى بالرسائل الصوتية إلى أنصاره بين أعوام 2015 و2016 و2017، لنفي شائعات مقتله، حتى أنهت الولايات المتحدة أمس، وبدعم استخباراتي إقليمي، على مسيرة أخطر رجل في القرن الـ21.

منتصر عمران، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أن مقتل شخص البغدادي، لا يعني بالضرورة القضاء على تنظيمه، فكل تيارات العنف تبنى على فكرة، وتتنقل عبر العقول وليس الأجساد.

وتابع عمران: «لنا في مقتل أسامة بن لادن وبقاء تنظيمه دليل، فمقتل مؤسس التنظيم، لايعني القضاء على الفكرة والمعتقد».
الجريدة الرسمية