رئيس التحرير
عصام كامل

علاج بدون تمريض!


بعد أن أجريت منذ عدة أشهر لى جراحة كبيرة ودقيقة وتم نقلى من غرفة الرعاية المركزة إلى غرفة عادية، أمر الجراح الكبير الدكتور "حسن أبو العينين" الذي أجرى الجراحة لى بأن أحظى بتمريض خاص، أي بمرافقة ممرض بشكل دائم معى طوال الفترة التي قضيتها في المستشفى الجوي التخصصي والتي امتدت لقرابة الشهر..


وكان يتناوب على تمريضى عددا من الممرضين، وبالطبع كنت أتداول معهم الحديث عن أحوالهم وعملهم. وقد لفت انتباهى كثيرا أنهم كلهم كانوا يجمعون بين العمل في المستشفى الجوى ومستشفيات عامة حكومية في محافظات أخرى، وبعضهم كان يعمل في ثلاثة مستشفيات، وهذا يمكن تفسيره بالسعى لزيادة دخولهم، وهو أمر شائع في مصر بالنسبة لقطاع من الموظفين الحكوميين في مصر بدءا من السبعينات من القرن الماضى التي شهدت بداية التحول في السياسات الاقتصادية نحو اقتصاد السوق الحر.

غير أنه أثار انزعاجى أمر آخر، وهو أن عددا ليس بالقليل من الممرضين يسعون للسفر والعمل خارج مصر، بل منهم من يسعى إلى تعلم لغات أجنبية، أبرزها الألمانية للهجرة إلى ألمانيا والعمل فيها، ومنهم من يتلقى دورات تدريبية تساعده وتجهزه لهذه الهجرة،
وهكذا ليس الأطباء الشبان وحدهم الذين يسافرون ويُهاجرون للخارج بحثا عن عمل افضل ودخل أكبر، وإنما الممرضين الشبان أيضا يسعون إلى ذلك..

وهذا يعنى أننا إزاء مشكلة ليست سهلة.. مشكلة سيدفع ثمنها المرضى الذين لا تكفى كل المستشفيات الموجودة لدينا لاستقبالهم، ولدينا قوائم انتظار لدخول المستشفيات، وليس لغرف الرعاية المركزة فقط.. وإذا كانت الحكومة قد تنبهت لمشكلة نقص الأطباء الناجمة عن سفر الأطباء الشبان للخارج، فإن عليها أن تفعل ذات الشيء بالنسبة لمشكلة نقص أعضاء هيئة التمريض أيضا.
الجريدة الرسمية