أمتنا العربية في أصعب فترات تاريخها!
عالمنا العربي يمر بأصعب فترات تاريخه قاطبة، ذلك أن وحدة صفه باتت على غير ما يرام، فتراجع الاهتمام والدعم الدولي لقضاياه وحقوقه لاسيما قضيته المركزية فلسطين، وتكالبت عليه القوى الطامعة في أرضه وخيراته، مستغلة ما يجري من صراعات بينية وانقسامات في بنيته..
تعيد للأذهان حقبة الاستعمار البغيضة التي جرى خلالها ترسيم حدوده سياسيًا عبر اتفاقية سايكس- بيكو، التي زرعت الألغام بين دول الجوار العربي بعضها بعضًا، وبفضلها نشبت نزاعات الحدود التي لم تنج منها دولة عربية واحدة، وهو ما فتح الباب لصراع مكتوم أحيانًا، ومعلن في أحايين كثيرة بين الأنظمة العربية بعضها بعضًا.
ولا بد أن نقرر بداية أن عام 2003 كان عامًا فاصلًا في التاريخ العربي الحديث بعد احتلال أمريكا للعراق، وترتبت عليه تداعيات مرة وانكشفت حقائق مذهلة في السنوات اللاحقة له، فقد كان الغزو العراقي للكويت بمثابة القشة التي قصمت ظهر «البعير»، إذ رفع الستار عن أبعاد «الكارثة»، التي تطورت واستفحلت لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، اعتبارا من أواخر العام 2010 عندما هبّت رياح ما سمي "الربيع العربي" على المنطقة.
وبنيت على هذه الكارثة أحداث المنطقة العربية، التي جاءت بالغزو الأمريكي للعراق بالتعاون مع بريطانيا بعد نحو 13 عام من الهجوم العراقي على الكويت، ليمثل "نقطة بداية تنفيذ الخطة"، خطة السيطرة على المنطقة بعد تفتيت دولها.. لتدفع أمتنا ثمنًا باهظًا من استقرارها وتقدمها وحق أجيالها القادمة في حياة آمنة.