رئيس التحرير
عصام كامل

إحنا آسفين يا كورة!


ما حدث خلال الفترة الأخيرة من "مهاترات" حول تأجيل مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، وما تبعها من بيانات وتلاسنات بين العديد من الأطراف لهذه الأزمة، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا –للأسف الشديد– ما زلنا نعيش في فوضى كروية عارمة وهو ما يجعلني أقولها بكل قناعة: "إحنا آسفين يا كورة".


فكرة القدم في أي مكان في العالم تسير في اتجاه وفي مصر على وجه الخصوص تسير في اتجاه آخر.. لأن ما يحدث من سنوات في المنظومة الكروية ليس له علاقة من قريب أو بعيد بكرة القدم، وما يؤكد ذلك أنه مع كل أزمة يتم البحث عمن سيفوز في هذه المعركة، ومن سيخسر، ومن سيخرج بطل أمام جماهيره، ومن سيؤدي دور (حنفي).... الخ.

وإذا كان الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة قد نجح في نزع فتيل هذه الأزمة لتهدئة الأجواء، فهذا ليس معناه أن الأمور أصبحت على ما يرام في ظل استمرار مراهقي الإعلام من الناديين في السير عكس كل الاتجاهات، سعيا وراء إشعال الفتنة الكروية حتى لو كان ذلك بدون قصد وهي المصيبة الأكبر.

صدقوني لن يصلح حال الكرة المصرية طالما هناك اتحاد كرة يعلن عن قراراته بعد الثانية عشرة مساء.. ورؤساء أندية لا يبحثون إلا عن الشو الإعلامي فقط.. ومنظومات إعلامية لا تسعى إلا لإشعال الفتنة الكروية.. والأهم والأخطر أن حجج الدواعي الأمنية أصبحت بمثابة المتحكم الرئيسي في كل ما يتعلق بالمنظومة من تنظيم مباريات واختيار ملاعب وحضور جماهير بل وتحديد أوقات المباريات.

وحتى لا يفسر كلامي بالخطأ.. فأنا هنا لست برافض للتوجيهات الأمنية ولكن في نفس الوقت لست موافقا على أن كل شيء داخل المنظومة الكروية يتحكم فيه الهاجس الأمني، خاصة وأن هناك دولا أخرى لا تنعم بالاستقرار الذي تنعم به مصر وتقيم مبارياتها بحضور جماهيري غفير دون وجود هواجس أمنية.

وحتى أكون منصفا يجب التأكيد على أن جزءا كبيرا مما يحدث من مشكلات وأزمات داخل المنظومة الكروية يتسبب فيه عدد من المسئولين غير المسئولين داخل هذه المنظومة.. فهم من المفترض أن يكونوا قدوة إيجابية ولكن للأسف أصبحوا قدوة سلبية بل وفاسدة وفاشلة.. وهنا أكاد أن أجزم بأن أزمات الرياضة والكرة المصرية تهدأ مع غيابهم وتشتعل مع وجودهم.. فهم بالنسبة لي منبع فساد وتوتر وأزمات المنظومة الرياضية بالكامل وليس كرة القدم فقط.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..
الجريدة الرسمية