مظاهرات إثيوبيا ومفاوضات السد!
منذ أربعة أيام وإثيوبيا تشهد مظاهرات عنيفة ضد "آبى أحمد" وحكومته، أسفرت عن سقوط ٦٧ قتيلا حتى مساء أمس.. وبالطبع لأننا لا نتدخل في شئون الآخرين الداخلية لا تهمنا ما سوف تؤول إليه أو تسفر عنه هذه التظاهرات، التي يشارك فيها بقوة أبناء ذات القبيلة التي ينتمى إليها رئيس الحكومة الإثيوبية "آبى أحمد"، والمعارض الأساسى له الذي تفجرت هذه المظاهرات بسببه وهو "جوهر محمد"..
لكن يهمنا بالقطع تأثير ذلك على مفاوضات سد النهضة التي اتفق الرئيس "السيسي" مع رئيس الوزراء الإثيوبى على بدأها فورا على المستوى الفنى، لبحث قواعد ملء خزان السد للمرة الأولى، وسنوات الملء في فترات ارتفاع الفيضان وسنوات انخفاضه، وقواعد تشغيل السد فيما بعد.
فنحن لا نريد أن نعود إلى استهلاك الوقت مجددا، كما جرى من قبل خلال الأربع سنوات الماضية، خاصة وأن مفاوضات السد تأجلت مرات عديدة من قبل بسبب التطورات الداخلية السودانية والإثيوبية.. لقد تعهد رئيس الحكومة الإثيوبى بأن تستأنف هذه المفاوضات بروح إيجابية..
وهذه الروح الإيجابية تتحقق بتحديد سقف زمنى لهذه المفاوضات، حتى لا يتبدد الوقت ونجد أنفسنا في عام ٢٠٢٢ وقد انتهت عملية بناء السد، وبدأ الجانب الاثيوبى في ملء الخزان بشكل منفرد، مخالفا بذلك الاتفاق الثلاثى عام ٢٠١٥.
لقد تقرر في اجتماع رئيس مصر ورئيس وزراء إثيوبيا استئناف المفاوضات الفنية حول سد النهضة يوم الخميس الماضى، أي في ظل المظاهرات التي اندلعت قبلها بيوم في أديس أبابا، وكان قد بدأ سقوط قتلى فيها منذ يومها الأول، وبالتأكيد "آبى أحمد" كان يعلم ذلك وهو يوافق على استئناف المفاوضات..
ولذلك لا مجال هنا للتحجج بهذه الأحداث الإثيوبية للمطالبة في تحديد موعد لها، بل وفى تحديد موعد لانتهائها، ما دامت إثيوبيا كما قال رئيس حكومتها لا تنوي الإضرار بمصر وحقوقها التاريخية في مياه النيل.