"آبى أحمد" ظلم الإعلام!
مثلما يفعل مسئولون كثيرون تنصل "آبى أحمد" رئيس الوزراء الإثيوبى، ومن تصريحاته التي تضمنت تهديدات عسكرية دفاعا عن سد النهضة، وألقى باللائمةَ على الإعلام الذي اقتطع كما قال تصريحاته من سياقها!
ولا باس أن نقبل رسميا ذلك منه لأنه يمثل تراجع له، عن تلك التهديدات وعودته إلى طريق الحل السياسي، خاصة وأن وزارة الخارجية ردت عليه دبلوماسيا بحزم ومهارة، لكن شعبيا لا يمكن قبول ظلم رئيس الوزراء الإثيوبى لإعلامنا في هذا الصدد.. فإن إعلامنا شديد الانضباط في تناوله موضوع سد النهضة، ولا ينشر أو يذيع سوى البيانات الرسمية والتصريحات الحكومية فقط، ويتغاضى بشكل يغيظ الرأى العام المصرى تناول هذه القضية تفصيلا، رغم أن مياه النيل تمثل لنا حياة أو موت نحن المصريين.
وبالنسبة لتصريحات السيد "آبى أحمد" التي تضمنت تهديدات عسكرية تحديدا لم يتناولها إعلامنا أساسا لا بشكل موجز أو تفصيلا إلا من خلال رد وزارة الخارجية عليها، فكيف يلقى اللوم على الإعلام هنا، اللهم إلا إذا كان يقصد الإعلام في بلاده، أي الإعلام الإثيوبى!
نعم نحن نفهم لماذا قال "آبى أحمد" ما قاله أمام مجلس النواب في بلاده، ولماذا تطرق إلى تلك التهديدات، في ظل ما يواجهه من مشكلات داخلية ووجود اضطرابات سياسية، وفى ظل الحاجة لمعركة خارجية يجمع من خلالها المعارضة مع الموالاة في صف واحد.. لكن اتهام الإعلام بتحريف تصريحاته أمر لا يمكن أن يقبله الإعلاميون والصحفيون المصريون في ظل انضباطهم الشديد في تناول قضية سد النهضة، مثلما لا يقبلون أن يجور أحد على حق شعبنا في مياه النيل.
