خطيئة وزير التموين
وصلني خطاب غريب وعجيب وشاذ من السيد الأستاذ عاطف سعد عويضة المشرف على قطاع مكتب الأستاذ الدكتور علي مصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، أشار فيه سيادته -حسب ظنه- إلى أن الزميلة الأستاذة دينا عاشور الصحفية بفيتو والمكلفة بتغطية أنشطة الوزارة للجريدة والموقع، نشرت أخبارًا غير دقيقة عن وزارة التموين تحت عنوان "حذف دافعي ضرائب ٤٠ ألف جنيه من الدعم"، وخبرا آخر بعنوان "حذف مليون و١٠٠ ألف مواطن غير مستحق الدعم"، وهو ما نفته الوزارة جملة وتفصيلًا.
لم يتوقف السيد عويضة عند هذا الحد، حيث أضاف في الفقرة الأخيرة أن السيد الدكتور الوزير "وجّه" لاتخاذ اللازم نحو إيفاد مندوب للموقع، شريطة أن يكون عضوا بنقابة الصحفيين، بدلا من الزميلة دينا.. هذا هو مصدر الغرابة والعجب والشذوذ فيما يطلبه منا السيد الأستاذ الدكتور الوزير.. من حق السيد الوزير أن يوجه موظفيه ونحن لسنا منهم، كما أن من حقه تكذيب خبر نحن على يقين من صحته، ومع ذلك نشرنا تكذيبه مشفوعا بتعقيب غير أنه لا يمكن أبدا أن يخطط سيادته للعمل رئيسا للتحرير بدلا منا!
الأستاذ الدكتور وزير التموين: هل يليق بنا أن "نوجّه" بتغيير السيد رئيس قطاع مكتبكم أو أحد الموظفين لديكم؟ هل يليق بك وأنت رجل سياسي لديك تجربة أن تطلب تغيير صحفي لأنه لا يعجبك ما ينشره؟ هل تتصور أنه من اللياقة أن نغير الصحفيين حسب رغبة المصادر باعتبارهم مجرد عرائس أو قطع ملابس، لأن المصدر غير راضٍ عن أدائه؟ هل يجوز لسيادتكم التدخل فيما نحن مختصون به؟
الأستاذ الدكتور علي مصيلحي: هل تعرف معنى أن يقوم رئيس التحرير بتغيير الصحفيين أعضاء النقابة من زملائه حسب هوى المصادر؟ وهل تتصور أنني أمتلك الجرأة على إهانة زميلة صحفية لها مثل ما لي وعليها مثل ما عليّ وكل ما في الأمر أنني أشغل منصب رئيس التحرير؟ هل هذا يليق بمؤسسة ينضوي تحت لوائها صحفيون يعرفون قدر الكلمة ومسئوليتها وكل ذنبهم أنهم ليسوا رؤساء تحرير؟
إنني على يقين أن خطابكم إلينا زلة قلم لا نقبلها ولا يمكن أن تقبلوها لأن الصحفي ليس آلة في ماكينة بلا قلب.. الصحفى ضمير وقلم ونبض.. الصحفي حالة ومسئولية، وعندما يخطئ هناك ألف طريقة وطريقة لتصحيح مساره وفق أعراف وتقاليد وقيم تعلمناها من رواد وأجيال قدمت لنا ما يجوز وما لا يجوز وما تطلبونه أمر خارج إطار هذه القيم، وخارج نطاق مسئولياتي فأنا لست إلا صحفي لا يزيد ولا ينقص عن دينا وغيرها من زملائي.
السيد الوزير: أحيطكم علما أنني لست موظفا طرفكم ومالك فيتو هو القارئ.. كلنا موظفون عند قارئ يثق فينا ولا نبتغي غير رضاه ولا نمارس مهنتنا إلا وفق ما تمليه علينا مسئولياتنا تجاه المالك الوحيد لهذه المؤسسة وهو القارئ، فإذا أردت أن "توجه" فإن توجيهاتك تخص موظفيك ونحن لسنا منهم!