تهديدات صاحب نوبل للسلام !
حتى بعد الرجوع إلى النص الحرفى لتصريحات "ابى أحمد" رئيس الحكومة الإثيوبية حول سد النهضة، كان لا يمكن قبول هذه التصريحات مصريا، لأنها تتضمن حديثا عن الحرب دفاعا عن سد النهضة، وتهديدا بحشد جيش مليونى لمواجهتنا.. لذلك ليس مستساغا من البعض التهوين من هذه التصريحات والتقليل من شأنها، وبالتالى غض الطرف عنها، مثلما ليس مستساغا أيضا التهويل منها والرد عليها بتهديدات عسكرية مماثلة.
لقد ارتكب رئيس الحكومة الإثيوبية خطأ بينا في التعامل معنا وبخصوص علاقاتنا، ولذلك جاء رد وزارة الخارجية عليه دون التلويح باستخدام القوة كما فعل.. كان يجب ونحن ندخل مرحلة جديدة من معركة سد النهضة أن نسجل الخطأ الذي وقع فيه، بعد أيام قليلة فقط من فوزه بنوبل للسلام، وإشهاد العالم عليه، خاصة بعد أن قمنا بتدويل قضية سد النهضة وإخراجها من حيز النطاق الثلاثى بيننا وإثيوبيا والسودان، بعد أن وصلت مباحثاتنا بعد أربعة سنوات إلى طريق مسدود، بسبب المماطلة الإثيوبية ووجود مآرب أخرى لدى السودان الشقيق خلال حكم البشير، ثم انشغاله حاليا بأموره الداخلية في ظل حكمه الجديد.
نعم هناك تفسيرات عديدة لتصريحات "ابى أحمد" حول سد النهضة، منها القلق من تدويل قضية سد النهضة، ومنها أيضا حاجته لقضية يوحد بها شعبه في ظل الخلافات الداخلية التي بدأت تظهر في إثيوببا والضغوط الداخلية التي يتعرض لها حكمه.. ولكن كل ذلك يسهم في فهمنا بشكل أفضل لكلام وتصرفات رئيس الحكومة الإثيوبية، إلا أنه لا يجب أن يمنعنا أن نعلن موقفنا تجاهه..
ليس موقفنا الرسمى فقط كما فعلت وزارة الخارجية، وإنما موقفنا الشعبى أيضا الرافض بشدة لما قاله رئيس الوزراء الإثيوبى، لأنه من المهم أن يفهم "ابى أحمد" أن قضية سد النهضة ومياه النيل في مصر حكما وشعبا لها موقف واحد.