"يافو" المجهولة التي أغرقها وحوش البحرية في 67!
الكثيرون يعرفون أن اليوم 21 أكتوبر عيد القوات البحرية، حين تمكن وحوش البحر من رجال البحرية المصرية إغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات" وعليها مائة عنصر، فضلا عن طلبة الكلية البحرية الإسرائيلية، وأن القرار صدر من "جمال عبد الناصر" نفسه ومنه إلى وزير الدفاع، إلى قائد القوات البحرية، ومنه إلى أبطال العملية..
لكن المجموعة 73 مؤرخين لها رأي آخر في الأمر.. حيث تتوقف عند تفاصيل الأحداث، ومع قراءة بسيطة لها نجدها تقول إن يوم 21 أكتوبر وفى تمام الساعة الخامسة والنصف عصرا أعلن عن إغراق هدف بحري كبير وهو "إيلات"، التي قصفها الزورق رقم 504 بصواريخ سطح سطح روسية، يزن الصاروخ منها طنا كاملا!
بينما تم الإعلان في الثامنة والربع مساء عن هدف آخر قصفه الزورق 501 على بعد 5 ميل، واختفى من شاشات الرادار بالفعل، ورصدت الهليكوبتر الإسرائيلية في مكانه تبحث عن الهدف الغارق!
بعد يومين من العملية الكبيرة قال اللواء مصطفى كامل المتحدث باسم وزارة الحربية المصرية وقتها عن إصابة هدف آخر، رد مؤكدا أنه تم إطلاق صاروخين على هدف متحرك آخر بنفس حجم "إيلات" لكن بسبب الظلام لم يتم التأكد من هويته!
إذن نحن أمام عمليتين ولنشين مصريين بطاقمين عسكريين بحريين، وليس عملية واحدة ولنش واحد وطاقم واحد! فما الذي جرى؟ يحاول المؤرخون العسكريون البحث عن تفسير والأكثر قبولا برأيهم أن مصر اعتمدت الرواية الإسرائيلية التي اعترفت بإغراق "إيلات" وحدها..
والسبب يرجع إلى ما جرى من تناول الإعلام المصري الأيام الأولى من نكسة 67، والتي أدت فيما بعد إلى صدور تعليمات صارمة من "جمال عبد الناصر" بمنع الإعلان عن أي عملية ضد العدو الإسرائيلي إلا بشرطين.. أن يكون الهدف بين أيدينا أو هناك شهود عليه رأوا العملية وتيقنوا منها وهو ما لم يحدث مع المدمرة "يافو"!
وبذلك وقعنا في فخ أكاذيب الإعلام الإسرائيلي الذي يخفف دائما من خسائره وينكرها ويقلل منها!
المؤرخون العسكريون يرون أن هذه التعليمات التي صححت حال الإعلام وقتها، وردت له اعتباره، ومهنيته أضاعت على أبطالنا عمليات عديدة.. اهتمام المؤرخين بالأمر أصلا بدأ برصد موقع عسكري أجنبي اسمه "اسيج" يهتم بنشر وقائع وعمليات حرب الاستنزاف -يهتم بها أكثر من بعض المصريين- ويرصد فيها 8 انتصارات عسكرية جوية! نعم جوية! في ظل ما جري ضد قواتنا الجوية بينما الرقم عند المجموعة 73 مؤرخين هو 19 عملية بدأت في يوليو 67 !! الشهر التالي للنكسة! ومن هنا جاء التصحيح لإغراق "إيلات" التي غرقت وتوأمها "يافو" أو يافا بالعربية!
السؤال: كل هذه البطولات ولم يزل البعض يجلد جيشه كل عام في ذكرى 67 بدلا من الحديث عن البطولات؟ وإن كانت هذه الصورة التي جسد جزء أقل من يسير فيلم "الممر" فكيف يصفها البعض اتباعا لإعلام السبعينيات أنها كانت سنوات عار وذل إلى آخره؟
يعني كانت كـ"الممر" بطولات وأمجاد وصمود وإرادة فولاذية أم كانت ذلا وعارا؟ لا أحد يفعل في بلده ونفسه، هكذا في أي بلد في العالم.. ويبقى إعادة صياغة الإعلام ومصطلحاته بشكل وطني ومسئول!
عاشت البحرية المصرية وحوش جيشنا العظيم!