مقاومة التغيير!
التغيير في المجتمعات ليس سهلا، بل هو عملية صعبة ومعقدة، ودوما تلقى مقاومة من هؤلاء الذين يرفضون التغيير، ويريدون الاحتفاظ بأوضاع المجتمعات كما هي.. وهؤلاء منهم من ارتبطت مصالحه بالأوضاع التي سيتناولها التغيير، ولذلك حفاظا على مصالحه يريد الإبقاء على هذه الأوضاع..
ومنهم أيضا من يخشى التغيير، ولا يرى أنه سوف يصلح الأمور، بل ربما أدى إلى نتائج غير جيدة، وأوضاع أسوأ مما هي قائمة.. ومنهم كذلك من اعتاد الأوضاع القائمة ويرفض فكرة التغيير أساسا، وهكذا سوف يلقى أي تغيير مقاومة دوما، ولذلك فإن من يتبنى تغييرا في المجتمع، يجب أن يضع في حسبانه هذه المقاومة، ويكون مستعدا للتصدى لهذه المقاومة..
سواء كان التغيير المنشود محدودا أو واسعا.. أي ينطبق ذلك على تغيير منظومة القيم في المجتمع لتقوده القيم الإيجابية (المواطنة والمساواة والتسامح) بدلا من القيم السلبية (قيم التعصب والتطرف وعدم احترام الآخر). وأيضًا ينطبق على تغيير الخطاب السياسي والخطاب الدينى..
وكذلك تغيير الخطاب الإعلامي، بل إن تغيير الخطاب الإعلامي تحديدا سوف يلقى مقاومة أكبر، في ظل امتلاك الإعلام وسائل للتأثير في الرأى العام، ونظرًا لأن هناك من لا يقدر أهمية دور الإعلام، وبعتقد أن تخفيض صوته أفضل من الصوت العالى، ويجعلنا نظفر بهدوء نحتاجه..
وحتى بعد أن وضحت الشهر الماضى الحاجة مؤخرا لإعلام قوى ومهنى وقادر ومؤثر، ولعب إعلامنا دورا مهما في التصدى لشائعات وأكاذيب الإخوان ومن يقفون وراءهم. غير أن من يعقل الأمور سوف يكتشف أننا في حاجة اليوم قبل الغد لتغيير إعلامي شامل وليس جزئيا أو وقتيا.