رئيس التحرير
عصام كامل

"تلميذة خلف الأسوار".. برافو محافظ كفر الشيخ!


"هيام عصام أحمد أبو الرجالة" تلميذة بريئة بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة غرب تيرة للتعليم الأساسي، التابعة لمركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ.. انتهى اليوم الدراسي أول أمس فاندفعت مع زميلاتها إلى الانصراف من المدرسة.. انطلقت من الفصل إلى الدور الأرضي ومنه إلى بوابة المدرسة..


عند البوابة اكتشفت أن حقيبتها خالية من بعض الكتب، فعادت مسرعة إلى فصلها ووجدت الكتب بالفعل وضعتها في حقيبتها، ثم أسرعت إلى بوابة المدرسة مرة أخرى وهنا وجدتها مغلقة! اعتقدت أن أحدا من قيادات المدرسة ربما لم يزل في مكتبه إلا أن جميعهم غادروا والمدرسون بل والعمال كذلك!

ساعة كاملة من الصراخ والبكاء دون مجيب حتى التقط بعض السيارة صوتها.. "عادل عبد الحي البانوبي" مواطن شهم عاني كي ينقذها، ووجدها أقرب إلى السجينة خلف أسوار البوابة الحديدية الكبيرة.. التقط صورا لها وهي على هذه الحال لإثبات الحالة وتوثيقها على شبكات التواصل الاجتماعي، بعدها تسلق الأسوار وعاد بها إلى خارج المدرسة!

انتشرت القصة المذكورة على صفحات التواصل، وتأكد الدكتور "إسماعيل عبد الحميد طه" محافظ كفر الشيخ من الأمر، فقرر على الفور أمس -ودقيقة للبريئة "هيام" في هذا الرعب لا يعادله أي عقاب- استبعاد مدير المدرسة، وتحويل الموضوع إلى مديرية التربية والتعليم للتحقيق العاجل، وتم بالفعل إحالة المشرف العام ومعلم فصل الطالبة في الحصة الأخيرة، ونوبتجي الأمن إلى التحقيق لإهمالهم وعدم القيام بواجبهم!

بالطبع مدير المدرسة المقصود تعامل هو والذين معه كأنهم ينصرفون من "كشك سجاير" يخصهم.. وليس مع أطفال صغار يصل عددهم إلى المئات أو حتى العشرات يحتاج التعامل معهم إلى اليقظة الدائمة!

كل التحية للمحافظ بقراره الحاسم، ليقر في محافظته مبدأ الثواب والعقاب.. وننقل القصة السابقة لأكثر من سبب.. أولها تصاعد دور مواقع التواصل الاجتماعي، وليس كله خير إذ يساء توظيفه في أحيان كثيرة.. لكن التصاعد سببه الحقيقي تراجع الصحافة ووسائل الإعلام في الرقابة على أداء الجهاز الحكومي.. فيلجأ الناس للوسائل الأخري.. والثاني أننا بالفعل أمام حالة من التراجع في أداء عدد كبير من المحافظين لا يصح أن يستمر في بلد يسابق الزمن للنهضة الشاملة..

وهؤلاء كشفهم أمام الرئيس والحكومة واجب الفترة المقبلة.. وكما قال الرئيس نفسه "اللي مش قد المسئولية يمشي"!
لكن لا أحد في بلادنا يغادر بالإرادة الحرة المنفردة.. أبدا!
الجريدة الرسمية