رئيس التحرير
عصام كامل

مصر ورئيس حكومتها!


لم تكن الصورة التي جمعت الدكتور "مصطفى مدبولي" رئيس الحكومة مع رئيس البنك الدولى طيبة.. فقد بدا فيها رئيس حكومتنا مقبلا باشا مبتسما على رئيس البنك الدولى ومتطلعا له.. بينما كان رئيس البنك الدولى يحمل وجها جامدا أو فلنقل عابسا، ولا يبادل الدكتور "مدبولي" النظر!


وإذا قورنت هذه الصورة بالصورة التي نشرت وجمعت كل من رئيس البنك الدولى و"آبى أحمد" رئيس وزراء إثيوبيا وهما يبتسمان معا، سوف يزداد ضيقنا بصورة رئيس حكومتنا!

إن الدكتور "مصطفى مدبولي" هو رئيس حكومة مصر، ولا يمثل بالتالي نفسه، إنما هو يمثل مصر الكبيرة، ولذلك كان يتعين ألا تكون هكذا الصورة التي تجمعه مع رئيس البنك الدولى، خاصة وأن علاقتنا مع هذا البنك جيدة ولا تعانى من أي مشكلات.. وكبار المسئولين يختارون عادة الصور التي تنشر لهم، وقبلها يختارون أوضاعهم وأشكالهم وهم في لقاءات رسمية، حتى لا تحمل هذه الصور معانى غير سليمة للرأى العام..

وهنا تبرز أهمية أن يتمتع المسئولين دوما بالحس السياسي الذي يجعلهم يتخيرون كلامهم وتصرفاتهم، بل وملابسهم وأشكالهم أيضا.
 
إن المسئول، أي مسئول، يحتاج إلى مستشارين يقدمون له النصح والمشورة دوما حتى يتفادى المواقف المحرجة ويخالفه التوفيق في كلامه واعماله ومواقفه..

وإذا كنّا في مصر نفتقد للمسئول السياسي لاعتمادنا منذ سنوات على المسئول التكنوقراطي، فإن الحاجة لهؤلاء المستشارين تزيد أكثر.. ويجب التنبه إلى أن الرأى العام المصرى صار شديد الحساسية، والتنبه أيضا إلى أن التصرفات والأعمال التي لا تظهر تأثيراتها الآن تتراكم وتظهر مستقبلا.
الجريدة الرسمية