رئيس التحرير
عصام كامل

القرار لسوريا والاختبار للأكراد والعار لـ"أردوغان"!


"اتفق من لا يملك مع من لا يستحق"، وهكذا نستلهم عبارة "جمال عبد الناصر" عن وعد "بلفور" حيث قال: "أعطى من لا يملك وعدا لمن لا يستحق".. ولذلك يبقى القرار الأخير في يد الدولة السورية التي من حقها وحدها أن تقرر ما يجري على أراضيها!


أما الأكراد فمن الاعتراف بسيادة الدولة السوري قبل أيام حتى سمحوا بإخلاء مواقعهم وتسليمها لقوات الجيش العربي السوري، إلى اتفاق جديد أمس برعاية أمريكية يقضي بمنطقة آمنة لتركيا في الحدود معها، نظير انسحابهم إلى الداخل السوري إلى مسافة الـ 20 ميلا التي تقررت في اتفاق الامس، دون التعرض لسلاح الأكراد أو مستقبل علاقتهم بدولتهم السورية!

أما "أردوغان" فمن شجيع السيما الذي سيكسر الدنيا إلى الجملة الشهيرة لـ"محمد صبحي" "ما تقدرش"! أسبوع من اللاءات المتعددة.. لا للانسحاب من سوريا.. لا لوقف العمليات.. لا لصوت العقل.. لا للتفاوض.. لا للتراجع بسبب العقوبات.. ولا لاستقبال نائب الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته.. وبعد خطاب "أيها الأحمق.. أيها الغبي" أعلن على الملأ أنها "خلاص.. هتنزل المرة دي"! ووافق على وقف العدوان على الأراضي السورية ليس بعد مفاوضات.. ولا مباحثات.. ولا حتى رسالة ووعد بدراسة ما فيها.. أو بعد تشاور مع حكومته وبرلمانه..

لا.. وافق بعد اجتماع الـ 80 دقيقة مع الوفد الأمريكي والغضب والتجهم سيد الموقف.. أي باختصار بعد الأوامر الأمريكية الصارمة!

الآن.. خطفت أمريكا الجولة من روسيا قبل ساعات من حسم روسيا الأمر لصالحها ولصالح سوريا بطبيعة الحال.. والي حين تبلور الرد الروسي والسوري أو الروسي السوري المشترك.. والي حين تبلور موقف الاكراد.. يبقى الأمر في شمال سوريا على ما هو عليه.. وعلى أصحاب الأرض تقرير ما يسري عليها.. ولا يمكن اتهام سوريا بمخالفة اتفاق الأمس.. لسبب بسيط جدا.. إنها لم تكن أصلا طرفا فيه ولم توافق عليه ولم تدع لمناقشته من الأساس!
الجريدة الرسمية