رئيس التحرير
عصام كامل

دكتور محمد غنيم


شىء جيد أن يستضيف الزميل "عمرو أديب" الدكتور "محمد غنيم" ليطرح أفكاره حول الأوضاع السياسية والاقتصادية، خاصة وأنه طرحها بأسلوب مسئول، وتحدث عن الإيجابيات قبل أن يتحدث عما يراه سلبيات، أو ما يطالب بتغييره ومراجعته..


وبالطبع ليس من الضروري أن يتفق الجميع على هذه الآراء التي أبداها الدكتور "محمد غنيم"، الذي ما زال يحمل لقب أحد المستشارين العلميين للرئيس السيسي.. فنحن جميعا لنا رؤى وآراء مختلفة ومتنوعة ولا يوجد اثنان منا تتطابق آراؤهم تماما، ربما تتشابه ولكن لا تتطابق.. إلا يقول المثل الشعبى: (صوابعك مش زى بعضها)

لكن ليس جيدا، بل شىء سيئ، أن ينطلق البعض منا لفتح النار على شخص الدكتور "غنيم"، ومحاولة اغتياله معنويا لمجرد أنه طرح آراءه وبشكل مهذب ورصين.

أفهم أن يخرج منا من يعلن رفضه لكل أو بعض آراء الدكتور "غنيم"، بل وأن يسعى لإثبات خطأ ما قاله، وأن يرد بالمعلومات والحقائق عليه، فهذا هو المطلوب والمنشود حوارا بالمعلومات حول الأفكار والآراء المختلفة، لنساعد أنفسنا على اختيار الأفضل والأوفر منها لنا في مسيرتنا لإعادة بناء دولتنا الوطنية، لتكون قوية قادرة على تلبية احتياجاتنا الأساسية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأفهم أيضا أن يهتم المسئولون بالرد على ما قاله، بل لعل هذا واجبهم تجاه عموم الناس التي يجب أن تسمع الرأى والرأى الآخر، وأن تصغى للحكومة والمعارضة معا، ما زالت هذه المعارضة لا تلجأ إلى ممارسة العنف وتتمسك بالوسائل السياسية لتحقيق ما تقتنع به، وتحترم القانون والدستور.

لكننى لا أفهم ولا أقبل أن يترك البعض ما قاله "غنيم" من آراء وطرحه من أفكار، حتى في المجالات غير المتخصص فيها وطالب بالرجوع إلى المتخصصين فيها، ثم ينطلق للهجوم على شخص الرجل، والذي وصل إلى حد تخوينه، وإبلاغ النائب العام ضده!

ما هذا الإرهاب الفكرى الذي يعيد إلى الذاكرة المكارثية البغيضة؟ وماذا حدث عندما استضافت قناة تليفزيونية شخصية مصرية لها شعبيتها في مدينة المنصورة التي كان له فيها تجربة ناجحة، مميزة نتمنى تعميمها في عموم الجمهورية.

أنا شخصيا لى ملاحظاتى على الرجل، خاصة فيما يتعلق بعلاقاته مع تلاميذه الذين أضحوا من خلال العمل معه، قامات عالمية كبيرة، ولكن هذا ليس معناه أن نفتح النار عليه لمجرد أنه مارس حقه الدستورى في إبداء آرائه بأسلوب مهذب ومحترم.. لماذا نجهض فرصة لتغيير إعلامنا وتطويره، وفرصة أيضا لتحقيق انفتاح سياسي نحن في أشد الحاجة إليه؟

إنهم لا يرهبون الدكتور "غنيم" وحده، ولا "عمرو أديب"، ولا أيضا كل من فكر بعد "غنيم" في أن يستثمر فرصة مماثلة لإبداء آرائه على الشاشة الصغيرة، وانما هم في الحقيقة يرهبون كل من مقتنع ومتحمس في الإدارة الحالية لتحقيق هذا الانفتاح السياسي الضروري لمجتمعنا، والذي يَصْب في مصلحة الدولة وفى المقدمة منها إدارتها.
الجريدة الرسمية