رئيس التحرير
عصام كامل

الصيغة الروسية: "الكل منتصر" في سوريا!


أهم تصريحات الأمس ـ ويتفوق على الصداع المزمن الصادر من الكونجرس الأمريكي بسبب معارك ومشادات أعضائه اليومية مع ترامب ـ هو تصريح السيدة "بثينة شعبان" مستشارة الرئيس "بشار الأسد" التي قالت أن روسيا تسعى لعقد اجتماع أمني "سوري- تركي" في سوتشي!


تصريح المسئولة السورية يتكامل مع ما قاله المبعوث الروسي لسوريا "الكسندر لافرنتييف" من أن بلاده "لن تسمح باشتباك الجيشين السوري والتركي"! وهو السبب الذي بسببه تقوم القوات الروسية في سوريا بتسيير شرطة عسكرية على خطوط التماس بين الجيش السوري وقوات "أردوغان" من جيشه والمرتزقة التابعة له!

ماذا يعني ذلك؟ أو للدقة كيف يفكر "بوتين"؟ للإجابة نحاول تبسيط الأمور. فالحديث عن دخول الجيش السوري لمدن شمال شرق سوريا في الحسكة والرقة ودير الزور يعني أنه لم يكن يسطر عليها.. لماذا؟ لوجود القوات الكردية والأمريكية بها.. وانشغال الجيش السوري في حماة وإدلب وحلب ودمشق نفسها.. كان لا بد من قوة كبيرة قادرة على وضع الأكراد في خيار بين أمرين: الدولة أو البقاء.. ولما كان البقاء نفسه مهددا اختار الأكراد التنازل حتى لو مؤقتا عن حلم الدولة ووافقوا على دخول الجيش السوري وبرعاية روسية!

الخطوة التي تليها وقبل اشتباك الجيشين السوري والتركي يتم الحوار المشار إليه والذي مع الضغوط الغربية سيقبل "أردوغان" بالقبول بمنطقة أمنة مقابل عدم البقاء على الأرض السورية! والتوصل إلى اتفاق اشبه باتفاق "أضنة" الذي وقعه الرئيس "حافظ الأسد" عام 1998 مع الأتراك ومنحهم حقوق في تأمين أنفسهم من الأكراد بلغت حد الاجحاف، وقد قبلت سوريا على مضض لمنع فتح جبهات أخرى!

أما الأكراد فسيكتفون بما أشاروا إليه أمس من حقوق إضافية في الدستور السوري الجديد.. وهي حقوق ستتراوح بين مزيد من الاهتمام والاحترام للثقافة واللغة الكردية إلى ما يشبه الحكم الذاتي بصيغة أقل من الموجودة في العراق!

الصيغة السابقة تعني خروج أمريكا بالكامل من المعادلة.. وهزيمة المشروع الإسرائيلي المعادي والذي يستهدف تقسيم سوريا.. ويعد انتصارا لسوريا ولكل أحرار الامة العربية وكل من رفعوا شعار "الحفاظ على وحدة التراب السوري" ومصر أولهم.. وتحقيق وعد الرئيس "بوتين" من أن "وحدة سوريا" في رقبته!

هل ستتحقق هذه الصيغة؟.. الأيام ستجيب!
الجريدة الرسمية