سامى شرف: لا أملك إلا سيارتي
لقب بـ «العين السهرة، والحارس الأمين، وكاتم الاسرار ورجل المعلومات والصامت» ارتبط اسمه بأحداث كثيرة وجسيمة، وبقدر ما ارتبط بالرئيس جمال عبد الناصر فهو سجل حافل لمرحلة عبد الناصر بل أن البعض يرى فيه اليد التي أساءت إلى عبد الناصر، هو سامى عبد الرؤوف شرف مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للمعلومات.
وفى حوار اعترف فيه سامى شرف للصحفية نجوى عزت في مجلة نصف الدنيا عام 2001 قال:
اسمى عبد الرؤوف سامى شرف، نشأت في طبقة متوسطة، والدى كان طبيبا بشريا تدرج في الوظيفة حتى وصل إلى مساعد وزير عام 1950، لدى خمسة أشقاء، ومن مواليد أبريل عام 1929.
اتذكر في يوم كنا عائدين من المدرسة وإذا بالعسكري الإنجليزي يضرب شاب مصرى في الشارع فحرضنا الناظر على ضرب العسكري الإنجليزي، فكنا نزرع المسامير في الشارع حتى تتعطل سيارات الإنجليز ثم نقوم بضربهم مما يدل على أن المدرسة كانت تقوم بدورها في اذكاء روح الوطنية لدى الطلبة.
رغب والدى في انضمامى إلى كلية الطب، وبعد الثانوية العامة اخذنى إلى مكتب عميد كلية الطب على باشا إبراهيم الذي وافق على التحاقى بكلية الطب وكانت المصروفات 40 جنيها فلم يجد والدى المبلغ فلم يكن معه سوى 25 جنيها، وذهب للاقتراض من يهودى كان يقيم في شارع عبد الخالق ثروت فوافق بشرط أن يسددهم 30 جنيها بدلا من 15 جنيها.
ودفعنا المصروفات، وبعد يومين من الدراسة أصر والدى على نقلى إلى كلية الصيدلة فجربت ليوم واحد فلم أستطع، ثم التحقت بالكلية الحربية لكنى مرضت بالتيفود قبل الكشف الطبى فالتحقت بكلية التجارة ولكن لمدة عام واحد ثم عدت إلى الالتحاق بالكلية الحربية.
سميت دفعتنا بالكلية بدفعة "الكوليرا" نظرا لانتشار مرض الكوليرا في هذا عام، وتخرجت عام 1949 من سلاح المدفعية فرع الرادار المضاد للطائرات، وكان من دفعتنا اللواء عبد الحليم أبو غزالة، حسنى مبارك، عبد رب النبى حافظ رئيس الأركان، مختار هلودة ومحمود شاكر عبد المنعم في دورة عسكرية تسمى فرقة الشئون الإدارية، وهى فرقة الترقية من ملازم أول إلى يوز باشى وكان أحد مدرسيها.
كان اللقاء الأول مع عبد الناصر ليلة 23 يوليو 1952، حيث استدعيت بدون إبداء أسباب، وكلفت لتولى مسئوليتى وحدتى ثم كلفنى قائدى محمد فوزى بإعداد كشف الضباط المطلوب التحقيق معهم والتحفظ عليهم.
أما في يوم 26 يوليو كلفت بالخدمة في إدارة المخابرات الحربية برئاسة البكباشى زكريا محيى الدين الذي كلفنى بمراقبة برقيات المراسلين الأجانب بمصلحة التليفونات، وفى عام 1955 كلفنى جمال عبد الناصر بإنشاء سكرتارية للرئيس للمعلومات ثم وزارة شئون رئاسة الجمهورية عام 1971.
تعودت على السجن منذ بدأت العمل ففى عام 1967 مكثت في مكتبى 8 شهور من مايو 1967 حتى فبراير 1968 بدون خروج إلا لمكتب الرئيس عبد الناصر الذي أذهب إليه عبورا فقط للشارع الذي كان يصل بين المكتبين.. ولم أزر بيتى أو بناتى خلال هذه المدة إلا أن زوجتى كانت نعم السند وأنا مدين لها، كذلك تجسد الوفاء في الرئيس عبد الناصر الذي تكفل بزواج ابنتى لأنه كان يعلم أنى لا أملك شيئا سوى عربة هونداى فلا مصيف ولا خدم ولا ملك أملك الستر والحمد لله.
أما ما ندمت عليه هو إصرارى على عدم الاستقالة بعد وفاة عبد الناصر.