نواجه عدوا خفيا وعدوا ظاهرا !
ما أكثر ما واجهته مصر من صعاب ومعارك منذ طرد الهكسوس من أرضها.. لكن يظل الإخوان والإرهاب وتهديد الأمن المائي أصعب التحديات وأخطرها على مدى تاريخنا كله.. فعدونا الآن خفيٌ يسعى بيننا، متسترًا برداء الأفكار والتصورات المغلوطة عن الدين، جنبًا إلى جنب عدونا الظاهر وعلى رأسه قطر وتركيا الذي لا يرجو لمصر أن تقف على قدميها.
ورغم صعوبة ما تواجهه مصر اليوم من تحديات ومحن فإن بقاء جبهتنا الداخلية متماسكة على قلب رجل واحد كفيل بتحقيق النصر وسحق الشائعات والدسائس والفتن مهما تكن ضراوتها.. فرغم أن إمكانياتنا قبل حرب أكتوبر لم تكن تسمح –كما قال الرئيس السيسي في إحدى الندوات التثقيفية للقوات المسلحة- بالدخول لعمق سيناء بأكثر من 20 كيلو مترًا، لكن النصر تحقق، وانتزعنا الأرض من عدو لم يكن ليسلم إلا بعد أن أذقناه الثمن الحقيقي للحرب..
وإن الإرادة والدم والمخاطرة وجرأة القرار كانت ثمنًا ضخمًا دفعته مصر من أجل استرداد سيناء وإجبار إسرائيل على قبول السلام.
وبصراحته المعهودة قال السيسي: "إن ما وقع في أعقاب يناير 2011 كان علاجًا لتشخيص خاطئ استغله البعض ليقدم للمصريين صورة مزيفة.. ولولا عناية الله وانحياز الجيش للشعب الذي خرجت ملايينه للشوارع لإزاحة الإخوان عن حكم مصر الذي دان لهم عامًا كاملًا، لسقطت البلاد في براثن الفوضى والتفكك والضعف والانهيار".
خداع المصريين بوعي زائف أحدث تفرقًا وانقسامًا واستقطابًا.. حيث حضرت الطائفة والجماعة والحزب والائتلاف.. وغابت في مقابلها مصلحة الوطن والدولة والأمة.. ظهرت الانتهازية وطفحت الأمراض الاجتماعية والأخلاقية وسقطت دماء الفضيلة على عتبات الجشع والغلو والتعصب الأعمى حتى ضرب الانفلات كل شيء..
وكاد اليأس والخوف يتسلل إلى صدور المصريين أيام حكم الإخوان الذين جرى في عهدهم شق الصف الوطني وتخريب المنشآت وترويع المواطنين، وجرح المشاعر الوطنية وتعكير الصفو بصورة لم تعرف مصر لها مثيلًا في تاريخها كله.. فمن ينسى إفساد فرحة الشعب بأيامه وانتصاراته التاريخية التي حولها الإخوان إلى كوميديا سوداء، تصدر فيها قتلة بطل العبور الرئيس "السادات" مشهد الاحتفال بذكرى النصر..
كما لا يزال إفسادهم لفرحة المصريين بكل إنجاز وطني مستمرًا ضمن حربهم للدولة والتشهير بمؤسساتها ورموزها بمناسبة ودون مناسبة.. فماذا نتوقع ممن باع وطنه وتخندق مع أعدائه في مربع واحد لإضعافه وإسقاطه في أتون الفتن والمؤامرات.