لماذا انطفأت فيه روح أكتوبر!

"ملحمةٌ" هي انتصارات أكتوبر التي كان شعبنا وجيشنا وشرطتنا خلالها مضرب الأمثال في الشجاعة والحكمة والصمود وحب الوطن والكفاءة، وعبقرية التخطيط والتنفيذ والروح القتالية العالية التي أذهلت العالم، وأخافت جيش الأعداء.. ولمَ لا وجبهتنا الداخلية كانت في أحسن حالاتها من التماسك والتوحد والوعي والإيمان، لا خائن فيها ولا متخاذل ولا مثبّط للهمم والعزائم.

إعلامنا في حرب أكتوبر ارتقى أعلى درجات المهنية والكفاءة والاستنارة والوطنية، فنال احترام الناس، وحفر مصداقيته في الذاكرة القومية بأحرف من نور.. وهنا يثور سؤال: ماذا حدث لإعلامنا.. وكيف تراجع بعد عز ومجد كانا مثار فخر واعتزاز أيام أكتوبر 73..

لماذا انطفأت فيه روح أكتوبر.. فلم نجد له دورًا مماثلًا في دعم الدولة خلال حربها ضد الإرهاب والتآمر وإثارة البلبلة ببث الشائعات والأكاذيب والفبركات، وحرب المعلومات والأفكار والإهمال والفساد، وكذلك في معضلة الزيادة السكانية التي هي من أخطر المشكلات التي نواجهها الآن..

وقد يقول قائل: ألسنا بصدد استنزاف يشبه ما تعرضنا له بعد نكسة يونيو 67.. ألا تخوض الدولة حربًا ضروسًا مع أهل الشر والإرهاب والفساد والإهمال.. ألسنا نعاني ظروفًا اقتصادية صعبة فرضتها تداعيات ما بعد يناير 2011.. فهل قدم إعلامنا المساندة الكاملة للدولة في حروبها وتحدياتها كلها؟!.