رئيس التحرير
عصام كامل

حتى لا تكون "عميلا" للإخوان وإسرائيل!


السطور التالية ملاحظات عامة لا نقصد بها أحد بعينه، وهي ضمن مواجهاتنا لحروب الجيل الرابع التي لم تتوقف ولله الحمد منذ 7 سنوات.. هل تتذكرون انتفاضة يهود الفلاشا بعد شعورهم بالاضطهاد داخل الأرض المحتلة؟ وماذا كان على المواطن العربي أن يفعل؟


كان عليه بالطبع دعم الانتفاضة ليس حبا في يهود الفلاشا، وإنما رغبة وصراحة في إشعال أي فتنة داخل إسرائيل! لكن ماذا فعلت إسرائيل لمنع ذلك وتحييد المحيط العربي الذي يفهم لغته قطاع كبير داخل إسرائيل؟ على الفور وللأسف بذكاء بالغ ألقت إلى مواقع التواصل الاجتماعي العربية فكرة مهاجمة الفلسطينيين بحجة أنهم لا يتحركون مثل الفلاشا!!

كان المخطط الإسرائيلي يستهدف أمرين.. الأول أن يتحرك العرب في أرض 48 وليس الأرض المحتلة سنة 67 وأن يكون ذلك مدخلا قويا لإثبات أهمية الدولة النقية أو ما اشتهر باسم "يهودية الدولة"، ويكون الأمر مدخلا لترحيل عرب فلسطين! والثاني بالطبع توجيه الأنظار بعيدا عن ثورة الفلاشا.. وبلع الكثيرون الطعم!

الآن.. يتكرر المشهد.. بدلا من وحدة الصف ونحن جميعا أمام قضية عادلة مثل الإجرام التركي الأردوغاني في سوريا يكرر الإسرائيليون والإخوان الأمر نفسه بإشعال فتن تشغل الناس وتلفت انتباههم وتفكك وحدتهم بعيدا عن الموضوع الأصلي.. مرة بلماذا لا يعود السوريون لبلادهم لمحاربة "أردوغان"؟ ومرة بأين الجيش السوري!

وكأن من يتحدث هو من يدافع عن سوريا طوال ثمانية سنوات! وكأن العودة إلى مناطق القتال سهل دون إدراك أنها أصعب من الذهاب لرفح والشيخ زويد الآن!! وكأن الجيش السوري اشتكى من قلة الرجال بينما الأزمة أصلا في قلة السلاح!!!

وكأن كل الجيوش يشارك فيها كل الشعب وهو أمر لم يوجد في أي بلد في التاريخ!! وكأن المطلوب تظاهر السوريون اعتراضا على العدوان وإن تظاهروا هاجموهم بضرورة احترام البلد الذي يعيشون فيه!!! وكأن من يتحدث يعرف أن كل السوريين في مصر من الإخوان وكأنه يعرف ما لا تعرفه الأجهزة المصرية اليقظة جدا!

والجديد: اعتبار الأكراد يدافعون عن قضية عادلة رغم ندم الكثيرين منهم من الانقياد وراء الأمريكان والإسرائيليين ممن يهدفون إلى تفتيت بلادنا العربية.. والدولة التي تتفتت لمصلحة الأقليات بها ستفتح شهية باقي الأقليات لطلب الأمر نفسه!! وإسرائيل تدرك في كل الأحوال أن أردوغان وأي حاكم تركي يهدف إلى تحجيم الأكراد ووضع اليد على مزيد من الأراضي السورية التي نطقت بالبترول والغاز مؤخرا!

الأغلبية سليمة ونقية وموحدة ضد هدف واحد.. المؤامرة على بلادنا العربية التي في وحدتها النجاة من كل ذلك.. ولذلك ففكرة الوحدة هدف دائم للإعلام الإسرائيلي الإخواني.. مرة بالسخرية.. ومرات بالإهانة والتجريح والتسخيف والتقليل من الأهمية!

بالمناسبة: ليست الوحدة 8200 في المخابرات العسكرية الإسرائيلية التي تدير حرب التواصل الاجتماعي إنما الآن على الخط أيضا اللواء 77 بالجيش البريطانى!
لذا مزيد من التوحد.. مزيد من اليقظة والانتباه، لا تقدم خدماتك لأعدائك.. دون أن تدري!
اللهم بلغت..
الجريدة الرسمية