القبض على إسلامي عراقي بألمانيا بتهمة قتل طفلة إيزيدية عطشا
أودعت السلطات الألمانية عضوًا عراقيًا في تنظيم "داعش" السجن بتهمة الإبادة الجماعية. ويُتهم الإسلامي بشراء طفلة إيزيدية ووالدتها كرقيق وضرب الطفلة على نحو متكرر وتكبيلها في الشمس الحارقة، ما أدى إلى وفاة الطفلة عطشًا.
وألقت السلطات الألمانية القبض على إسلامي عراقي بتهمة قتل طفلة ايزيدية عطشًا. ووجه الادعاء العام الألماني للعراقي اليوم الجمعة (11 أكتوبر 2019) اتهامات بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وذكر الادعاء العام أنه تم تسليم العراقي من اليونان إلى ألمانيا أول أمس الأربعاء. ويُتهم الإسلامي المشتبه في انتمائه لتنظيم "داعش" بشراء الطفلة الإيزيدية ووالدتها كرقيق عام 2015، وضرب الطفلة على نحو متكرر وتكبيلها كعقاب لها خارج المنزل في الشمس الحارقة، ما أدى إلى وفاة الطفلة عطشًا.
وكانت السلطات اليونانية قد ألقت القبض على زوج الداعشية الألمانية جنيفر فيينيش بتهمة قتل طفلة عطشا في شهر مايو الماضي حسب ما ذكرت ذكرت مجلة "فوكوس" الألمانية آنذاك.
وكانت محكمة في مدينة ميونيخ قد بدأت في أبريل الماضي محاكمة فيينيش (27 عامًا) متهمة بجريمة حرب وقتل، بعدما تركت فتاة أيزيدية تموت عطشًا في العراق، في أول محاكمة من نوعها لعنصر في تنظيم "داعش" الإرهابي.
ويمكن أن يحكم على المتهمة بالسجن مدى الحياة. وكانت جنيفر التي ولدت في وسط فقير ولم تنه تعليمها، غادرت ألمانيا للالتحاق بتنظيم "داعش" في سبتمبر 2014، كما ورد في محضر الاتهام. ومن يونيو إلى سبتمبر 2015 كانت تقوم بدوريات الحسبة المكلفة فرض احترام قواعد السلوك واللباس التي حددها التنظيم، وهي تحمل السلاح وترتدي سترة ناسفة في مدينتي الموصل والفلوجة العراقيتين.
يفيد محضر الاتهام أنها اشترت مع زوجها في تلك الفترة بين مجموعة من السجناء فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات ووالدتها اللتين تنتميان إلى الأقلية الإيزيدية لاستعبادهما.
وقالت النيابة العامة في بيان "كانت الفتاة مريضة في أحد الأيام وبللت فراشها. فعاقبها زوج المتهمة بربطها بسلاسل في الخارج في أجواء من الحر الشديد وتركها تواجه موتًا شنيعًا عطشًا". وأضافت أن "المتهمة تركت زوجها يتصرف ولم تفعل شيئًا لإنقاذ الفتاة".
وذكرت الصحف الألمانية أن نورا ب. والدة الضحية التي تعيش حاليًا لاجئة في ألمانيا، قالت للمحققين إن المتهمة لم تتدخل إلا بعد فوات الأوان. وقد توفيت الفتاة بسبب الاجتفاف. وأوقفت أجهزة الأمن التركية جنيفر في أنقرة في يناير 2016 عندما كانت تريد استصدار وثائق لدى السفارة الألمانية. وبعد أيام نقلت إلى ألمانيا.
لكن لم يتم وضعها في التوقيف الاحتياطي قبل يونيو 2018 بعد أن اعتقلت خلال محاولتها العودة إلى الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا.
وذكرت مجلة "دير شبيجل" أنه خلال محاولتها الفاشلة الأخيرة هذه روت لسائقها كيف تعيش في العراق. وكان السائق في الواقع مخبرًا لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) الأمريكي ويقود سيارة مزودة بمايكروفون. واستخدمت النيابة العامة هذه التسجيلات لاتهامها. وقد أسرّت جنيفر لسائق السيارة بوفاة الفتاة.
وطالب محامو الادعاء المدني الألمان وأمل كلوني وناديا مراد التي استعبدها التنظيم جنسيًا في الماضي، بإدانة جنيفر بجرائم ضد الإنسانية والاتجار بالبشر والتعذيب.
في التسجيل الذي جرى بدون علمها، تبدو جنيفر فينيش، حسب "دير شبيغل"، مدركة لخطورة الممارسات التي عانت منها الطفلة. وقالت على ما يبدو "كان هذا انتهاكًا حتى في نظر تنظيم الدولة الإسلامية".
وأوضحت المجلة الألمانية أن "داعش" فرض عقوبة جسدية على الزوج، بينما ذكرت مجلة "سودويتشه تسايتونغ" أن الرجل يدعى طه ص. ن. ج.
ومن الممكن محاكمة متورطين في جرائم ضد القانون الدولي في أي مكان في العالم وفقًا لمبدأ القانون العالمي بصرف النظر عن مكان الجريمة أو جنسية الجاني؛ ما يعني أنه يمكن محاكمته في ألمانيا، إلا أن هذا سيتطلب أولًا تسليمه من جانب السلطات اليونانية، وهو ما جرى الآن.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل