نصر أكتوبر واسترداد الكرامة
عاشت مصر في سنوات الهزيمة أياما صعبة، إن لم تكن أياما كارثية، كانت أرضنا وسماؤنا مستباحة للعدو، ليدخل فيها كيف يشاء ويقصف المدارس والمنازل، وللأسف سكت العالم عن تلك الاعتداءات التي وصلت إلى عمق أراضينا، ولَم يكن لدينا خيار سوى الحرب لاسترداد الكرامة والأرض التي سُلبت منا في غفلة من الزمن.
في أعقاب النكسة لم ينم المصريون يوما في أمان، فالخوف كان يتجدد مع الغارات التي يقوم بها العدو لإرهابنا، ورغم ذلك كانت إرادة المصريين صلبة لمحو عار الهزيمة وتحقيق النصر.
في ذلك الوقت قام أبناء الجيش المصرى بعمل بطولى سيظل التاريخ يذكره، بل وستظل خطة النصر مادة تدرس في الكليات العسكرية في الخارج، يشرحون فيها كيف تغلب المصريون على خط بارليف الذي تحصنت به إسرائيل وقاموا بالقضاء على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
قام المصريون بصنع أعظم البطولات طوال فترة حرب الاستنزاف، وحتى نصر أكتوبر، علينا أن نتذكر كل من ضحوا بحياتهم، ومن أصيبوا وعاشوا بقية حياتهم بجسم مصاب، ومن نجا من الموت وكان أقرب ما يكون له.. لقد فعلوا ذلك من أجلنا، حتى نحيا في عزة وكرامة..
تكريم الأبطال وأبنائهم واجب على كل مصرى، يجب أن نقول لهم كلمات الشكر والعرفان بالجميل جزاء ما فعلوه من أجل استرداد الأرض من العدو، الذي يستحل اغتصاب الأراضي ولا يفهم إلا منطق القوة.
مصر شعبا وجيشا يد واحدة تدعم سلامهة الوطن ووحدة أراضيه، يعملون من أجل مستقبل آمن لنا ولأبنائنا من بعدنا، وسنظل خلف جيشنا بكل ما أوتينا من قوة فهو كرامتنا وأماننا وعزنا.
مهما مرت السنوات سنظل ندين بالفضل لجنودنا ونقدر تضحياتهم اوقات الحرب والسلم أيضا، وعاشت مصر حرة مستقلة محافظة على ارضها وعرضها، ومهما حاصرتنا الأبواق المضادة سنظل نردد الله أكبر.. الله أكبر فوق كيد المعتدى.