رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا ننتظر يا مصريين؟!


هل لا يزال هناك من يثق فيما تفتريه جماعة الإخوان، رغم ما تؤكده الوثائق والأبحاث الأجنبية والمحاكمات القضائية داخل مصر بأنها جماعة خائنة متشددة تعمل على نشر الفوضى والنيل من استقرار مصر.. وهل هناك من لا يزال بداخله شك في تشدد جماعة الإخوان التي خرج من رحمها آلاف المتشددين الذين تورطوا ولا يزالون في عمليات إرهابية آثمة..


ولا يخفى على أحد أن جميع التنظيمات الراديكالية المتشددة استلهمت أفكارها من "سيد قطب"، المرجع الفكري الذي التف حوله المتشددون من كل الأطياف.. فهل يمكن لنهج الإخوان أن يتغير؟!

التاريخ ينبئنا أن جماعة الإخوان منذ أنشأها حسن البنا في 1928 عرفت طريقها إلى دوائر السلطة أيًا ما تكن طبيعتها وشخوصها، ودارت في فلكها، واتبعت منهجًا مراوغًا تتقارب بمقتضاه مع الحكم في العلن بينما تتآمر ضده في الخفاء.. وتسلك في كل الأحوال مسلكًا انتهازيًا يعلى صالح التنظيم على كل ما سواه، حتى لو كانت المصالح العليا للوطن الذي لا يعدو في نظرهم مجرد حفنة تراب عفنة لا قيمة لها.

وسوف يظل السؤال: ماذا ننتظر يا مصريين من جماعة لا تتورع عن انتهاز الفرص وركوب الموجة ومراوغة كل الأنظمة ومداهنة الرؤساء ثم الانقلاب عليهم.. حدث ذلك مع "عبد الناصر" و"السادات" و"مبارك"..

وعلى مدى تاريخها الذي قارب ال90 عامًا عملت الجماعة خلاله وبكل ما أوتيت من قوة لتقسيم شعب مصر وتشويه ثقافته، وطمس هويته وشخصيته التاريخية.. فكيف يأتي بعد ذلك من يتعاطف مع هؤلاء الذئاب الذين ينهشون في هوية مصر.. وكيف نأمن لهم تاركين فلولهم يرتعون في أجهزة الحكومة ويتلاعبون بمصالح الناس، ويثيرون حنقهم عليها لإحداث الفوضى وإثارة البلبلة والغضب الشعبي على الحكومة..

تجارب التاريخ تؤكد أن جماعة الإخوان لا عهد لها ولا ذمة ولا ولاء لتراب هذا الوطن ولا رايته.. ولا يتورعون عن استهدافه تارة بالشائعات وحملات التشويه الكاذبة، وتارة أخرى بأعمال عدائية وتخريبية أثبتتها الأيام الأخيرة بجلاء لا ريب فيه.

ولا يعدم الإخوان وسيلة للتآمر على مصر ولا يتورعون عن الاستقواء بالخارج، ونسج خيوط التآمر بمساعدته لاختطاف مصر وإرهاب شعبها، الذي لولا بسالة جيشه وشجاعة قائده وقت حكم الإخوان الذين أعلنوا أنهم باقون فيه 500 عام.. لولا انحياز جيشنا لإرادة الشعب لدخلنا نفقًا مظلمًا لا يعلم إلا الله نهايته.
الجريدة الرسمية