رئيس التحرير
عصام كامل

لا يصلحون!


عندما أعاد الشعب "عبد الناصر" إلى موقعه كرئيس للجمهورية في العاشر من يونيو ٦٧، رافضا استقالته قبلها بيوم، ليقود البلاد إلى إزالة آثار الهزيمة، أدرك الرجل أن ذلك لا يمكن أن يتحقق بذات القيادات التي أوقعتنا في كارثة الهزيمة، وأن إعادة بناء القوات المسلحة لتكون قادرة على خوض حرب استعادة أرضنا التي احتلت يحتاج لقيادة جديدة ومختلفة..


فمن قادونا وألحقوا بِنَا الهزيمة لا يصلحون بالطبع أن يقودونا ونحن نستعد لتحقيق النصر، لذلك أصر "عبد الناصر" على عدم عودة "عبدالحكيم عامر" إلى موقعه في قيادة القوات المسلحة، وقام بتغيير كل قياداتها.

ولعل هذا واحد من أهم دروس حرب أكتوبر.. قيادات الهزيمة لا تصلح أن تكون قيادات النصر، وهذا درس نحتاج إلى تطبيقه في شتى مناحى حياتنا، فمن تصدروا المشهد، خاصة الإعلامي، في أيام الانغلاق السياسي، لا يصلحون أن يحققوا الانفتاح السياسي الذي أدركنا أهميته وضرورته، لتحقيق التماسك الوطنى الذي لا غنى لنا عنه لمواجهة المخاطر والتهديدات التي تحيط بِنَا، والمؤامرات التي تستهدف تقويض كيان دولتنا الوطنية..

فمن تعودوا على الانغلاق السياسي لن يتفهموا مقتضيات الانفتاح السياسي، بل لعلهم سوف يعوقون ويعرقلون تحقيقه.. وحتى إذا كان البعض من هؤلاء لا يضيره ولا يهمه أن يفعل اليوم نقيض ما كان يفعله بالأمس، فإن الناس لن تصدقه، وسوف تشك دوما فيه وفيما يقول.. ولعلنا شاهدنا ذلك عمليا خلال الأيام القليلة الماضية.

إن لكل مرحلة عنوانها الذي يعبر عنها.. وإذا كنّا نتأهب للدخول إلى مرحلة جديدة من الإصلاح السياسي والإعلامي، كما أكد ذلك مرتين رئيس البرلمان، فإننا نحتاج لكوادر جديدة لم يسبق لها أن تورطت في مقاومة هذا الإصلاح السياسي والإعلامي، أو استنكرته ورفضته به وسخرت من المطالبين به!
الجريدة الرسمية