وانا على الربابة بغني!
ستة وأربعون عاما مضت على ملحمة النصر العظيم تستطيع أن ترى وبوضوح ماذا جرى في المجتمع من تغيرات من خلال مؤشرات عديدة، الأغنية دفتر أحوال لا يخطئ أبدا، يختزل الحكايات والبطولات، ويقدمها لتصبح جزءا من التاريخ الذي لا يكذب، تابع ماذا قدم مطربو مصر وشعراؤها وملحنوها لتعرف حجم الانحدار الذي نعايشه وحجم التزوير في الوجدان المصري.
روايات الواقعة تذكر أن الموسيقار الراحل لم ينتظر مصعد ماسبيرو، وصعد على قدميه إلى الدور السابع، حيث كون خلية نحل مع "عبد الرحيم منصور" فى احد الاستوديوهات ولم يخرج منه الا بعد الانتهاء من أغنية "بسم الله".. وتفتق ذهن "بليغ" عن جمع مجموعة من العمال والموظفين بالمبنى، وتدريبهم على أداء الأغنية، التي خرجت إلى الجماهير المصرية بأصوات هذه المجموعة، لتكون أول أغنية تنطلق عبر الإذاعة المصرية احتفالا بالنصر.
بعدها عاد "عبد الرحيم منصور" و"بليغ" ولكن مع "وردة" لينشدوا الرائعة "على الربابة بغني"، ثم تتوالى الألحان الخالدة التي ظلت طوال تاريخنا منذ حرب أكتوبر هي المعين الذي يرتبط ذهنيا بنصر أكتوبر المجيد، حتى ظهر العندليب برائعته "النجمة مالت ع القمر".. لتغني مصر والأمة العربية ألحان النصر وتبدو صور الأبطال في الخلفيات محفورة في أذهان الأجيال المتعاقبة حتى يومنا هذا.