الدكتور رشاد رشدي يكتب: ولدي المقاتل
في مجلة الجديد عام 1973 كتب الدكتور رشاد رشدي، رئيس أكاديمية الفنون، "رحل عام 1983" مقالا بمناسبة تحقيق العبور والنصر على إسرائيل قال فيه:
منذ عهد بعيد لم تعرف مصر معنى الفخر ومعنى الكبرياء والعزة كما تعرف كل هذه المعاني الآن.
لم تعد مجرد معانٍ بل أصبحت حقائق نلمسها.. نعيشها بالفعل ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم، وكل هذا بفضل الإنسان المصري والجندي المصري، ماذا نملك أن نعطيه.. الشكر، الأوسمة، المال، الدم وكل ما نملك.
المهم أن نعطيه كما أعطانا وأعظم ما أعطانا هو الحب الذي لا حدود له، فالجندي المصري لم يغسل فقط عار ست سنوات من عمر مصر، فقد أعادها إلينا كما كانت في عهد صلاح الدين الأيوبى، وأعاد معها الأمة العربية بأكملها جسما حيا متكاملا.
هذا الجسم العزيز الذي كنا نظن أن الاستعمار القديم والجديد على السواء قد مزّقه أشلاء، فإذا هو كما هو وكما كان منذ قديم الزمان.
وإلى الجندي المصري أبعث بهذه الهمسة: صديقي ولدي.. أخي المقاتل.. قد لا تراني ولكني أعيش معك كل لحظة، وكل دقيقة أنت معي، أسمعك تهلل الله أكبر، وأراك في كفاحك النبيل شامخا رائعا عظيما، وأحترمك.
لم أشعر في حياتي بمثل هذا الاحترام الذي أشعر به نحوك.. نعم يا صديقي البطل إني أحترمك وأحبك لأنك تحبها، لأنك تعطيها أعز ما أعطاها الله.. مصر الحبيبة التي أنجبتنا، التي أعطتنا، التي هي أمنا وأختنا وحياتنا كلها.
أكرر يا صديقي وأخي وولدي المقاتل، أنى أحبك وأحترمك كما لم أحب وأحترم أحدا من قبل، لأنك أعدت الحياة إلينا، لأنك عظيم كالنيل.. شامخ كالهرم، لأنك في زمن خلا من الأبطال..بطل وأي بطل أنت!