مواقع التدمير والانشقاق الاجتماعي!
مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي استبشر الجميع خيرا لكونها أحد الأساليب الحديثة للتواصل والتقارب والتعارف وأيضا سرعة معرفة الأخبار، ولكن مع مرور الوقت وللأسف الشديد أصبحت لها مهام كثيرة جديدة، وجاء في قاع هذه المهام التواصل والتقارب بسبب اساءة استخدامها.
وأظن أن هناك الكثير من الدول قامت بإجراءات قانونية لتقنين استخدام هذه المواقع بالشكل الذي يتماشى مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع، بل هناك القليل من الدول تقوم بحجبها لما تشكله من خطورة على المجتمع.
وفي الأونة الأخيرة ظهر بشكل لا يدع مجالا للشك أن مصر من الدول التي تعاني وبشدة من سوء استخدام هذه المواقع، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على المجتمع ككل بل وعلى الأمن القومي للبلد، خاصة في ظل عدم وجود أي ضوابط أو معايير قانونية تحكم استخدامها.
وأعتقد أنه آن الأوان أن تخرج تشريعات جديدة تحكم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في بلد يضم 100 مليون بني آدم قبل فوات الأوان، في ظل قيام الكثيرين من الحصول على المعلومات من هذه المواقع حتى لو كانت هذه المعلومات خاطئة، بل ومن خلال هذه المواقع أصبح لكل شخص قناة تليفزيونية خاصة به يخرج بها وقتما يشاء ويقول من خلالها أي شيء في أي وقت دون رقيب، وهو ما ينذر بعواقب وخيمة مع استمرار وجود أسماء وحسابات وهمية تخرج من رحم هذه المواقع.
ولا يخفى على أحد أن لغة السباب والشتائم أصبحت تسيطر على عدد كبير من مراهقي استخدام هذه المواقع.. فلا أحد يمنع مستخدميها من كتابة أو قول أي ألفاظ في أي وقت دون حساب، هو ما يعتبر بمثابة الخطر الأكبر على الأجيال الجديدة من الصغار الذين انضموا إلى قائمة هذه المواقع سعيا وراء المعرفة، كبداية ثم يتحولون مع مرور الوقت إلى مقلدين للشتائم والسباب.
ومن منطلق.. من آمن العقاب أساء الأدب.. لا بد أن تكون هناك قوانين عاجلة وصارمة لحماية الجيل الجديد من مساوئ ومخاطر هذه المواقع قبل أن يفلت الزمام، ويشيع السلوك المشين بين أفراد المجتمع وبالتالي لا نجد أمامنا إلا جيل تربى على قول وكتابة كل ما يضر المجتمع دون ضابط أو رابط، وتضيع بسببها القيم والأخلاق وهو ما يتسبب في ضياع المجتمع بالكامل.
ومن المؤكد أن الاستهانة بمثل هذا التطور "اللا أخلاقي" الذي يسير بسرعة الصاروخ على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا في مصر من شأنه أن يجعل من يستهين ربما يندم ندمًا شديدا في المستقبل.. فالأمم المتحضرة تحافظ على مجتمعاتها من خلال الحفاظ على القيم والأخلاق وهو لن يتحقق إلا من خلال السيطرة على هذه المواقع بالقوانين الصارمة، التي في النهاية ستعيد الجميع إلى استخدامها بالشكل المفيد والإيجابي.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية.