رئيس التحرير
عصام كامل

ميت الكرما.. قرية إيطالية في الدقهلية.. صورة العريس في الكوشة تكفى.. ومطبخ العروس بـ 100 ألف جنيه.. تعيش على اليورو ونسيت الجنيه.. شبابها سافر إسرائيل وعاد بشكائر أموال.. مسقط رأس توفيق عكاشة

فيتو

"ميت الكرما " هى إحدى قرى مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، عرفت بالقرية الإيطالية، ولد ونشأ فيها الإعلامى توفيق عكاشة استقل في منزل بشرفة القرية مبنى على الطراز الإيطالى مثله كمثل منازل أهالي القرية والتي تعد فيها العملة الرسمية هى اليورو وليس الجنية المصرى.


وعند دخولك القرية ترى المنازل والعقارات والفيلل والمحلات وشركات الصرافة على الطراز الأوربى وخاصة الإيطالى وذلك بسبب هجرة أعداد كبيرة من أبنائها إيطاليا واليونان وإنجلترا تقدر بنحو 80% من إجمالي سكان القرية، بعضهم هاجر هجرة شرعية ومعظمهم هجرات غير شرعية، ليذاع صيت القرية بين قرى الجمهورية في الهجرة غير الشرعية، ومن بين أغرب تلك الهجرات الهجرة إلى إسرائيل إذ يعيش عدد من أبناء القرية داخل إسرائيل، كما عاد من هناك عشرات المواطنين الذي أصبحوا مليونيرات بفضل العمل بإسرائيل.

وداخل ميت الكرما التقت "فيتو" مع أحد أبناء القرية ويدعى ناصر السنباطى والذي أكد أن الهجرة إلى إسرائيل بدأت منذ عام 2000، بسفر ما يزيد عن 100 شاب بشكل غير شرعى إلى هناك للعمل، وبعد عام عادوا بشكائر أموال ليبنون منها منازلهم وشركات صرافة ويعيشون كسماسرة، ولم يعودوا لإسرائيل مرة أخرى بعدما هاجمهم أهالي القرية وانتقدوا سفرهم لتل أبيب، ولكن يوجد في إسرائيل ما يزيد عن 20 شابا من القرية حتى الآن.

وأضاف السنباطى: كانت بداية سفرهم لإسرائيل عندما بدأت الهجرة غير شرعية إلى إيطاليا عام 1990 في كأس العالم؛ عندما سافر بعض الشباب من القرية لتشجيع المنتخب القومي، ثم تخلَّفوا هناك، وعادوا بعد سنوات قليلة إلى القرية بأموال كثيرة؛ مكَّنتهم من بناء بيوت فخمة وشراء سيارات، وهو ما أغرى باقي شباب القرية وضواحيها الست وهى " جوجر وسرسق ومنشأة البدوي وكفر الخوازم وميت نابت وكفر العرب" للهجرة بأى وسيلة، وعندما فشلوا اتجهوا لإسرائيل لينافسوا الآخرين.

وأضاف محمد أبو عمر، من أهالي القرية: آثار الهجرة لإيطاليا وإسرائيل ظهرت بوضوح على منازل أصحابها واكتسبت الطراز الأوروبى خاصة الإيطالى وكثرت الفيلات والقصور والمحلات الفخمة كما اتجه الناس لشراء أراضي البناء التي ارتفعت أثمانها لتصل 8 آلاف جنيه للمتر وانخفض أسعار الأراضي الزراعية، ويضيف محمد يوجد بالقرية ما يزيد عن 4 آلاف محل تجاري ومطعم يحمل 75 % منها على الأقل أسماء إيطالية، كما يتحدث أهالي ميت الكرما الإيطالية بطلاقة.

ولم يقتصر الأمر على انتشار شركات الصرافة التي تأسست في شوارعها لتلبي حاجة أهلها في تغيير اليورو إلى الجنيه المصري، بل وصل إلى أن أكثر من ألف محل تجاري تعمل في الصرافة وتتعامل رسميا باليورو في الشراء والبيع، فهي العملة المعتمدة والمتوفرة بكثرة في جيوب أهالي القرية وضواحيها.

وأكد محمد أن سكان ميت الكرما يتعدى 185 ألف نسمة منهم نسبة كبيرة لم يدخل اليورو جيوبهم ولا بيوتهم وهو ما تسبب في نقمتهم على المهاجرين، ويصف الفلاحون ممن لم يهاجر أبناؤهم الهجرة بلعنة إيطاليا، ويصفون أصحاب القصور بأنهم طبقة الإيطاليين الجدد.

وتابع محمد قائلا: ولذا يعيش معظم هؤلاء البسطاء على حلم إيطاليا لدرجة أن موتوسيكلات التوك توك يرسم عليها الشباب العلم الإيطالي بدلا من المصري وبعض المحلات كذلك تضعه في أحد أركانها.

ويستكمل شلبى عبدالتواب، من أهالي القرية: رغم كثرة عدد الشباب المهاجرين لإيطاليا والمستقرين هناك إلا أنهم يعزفون عن الزواج من الإيطاليات ويفضلون الزواج من المصريات، والتي انعكست الهجرة على زيجاتهم حيث يكتفون بالسؤال عن تمتع العريس بـ "البريمسو"- بطاقة الإقامة في إيطاليا - وإن توافرت يتم تسهيل كل أمور الزواج، وغالبا لا يحضر العريس وتتم الزيجة عن طريق العائلة بإرسال صورة العروس المرشحة عبر النت، وبعد الموافقة تُتم الأسرة مراسم الزواج نيابة عن العريس المقيم في إيطاليا!

والطريف أن الزفة تتم أيضا في غياب العريس، إذ تجلس العروس على كرسى بالكوشة وعلى الكرسى الآخر يكتفى بصورة العريس الذي ينتظرها في بلد الأحلام كما يسمونها.

وارتفعت تكاليف الزواج داخل القرية بشكل جنوني، ولم يعد غريبا في ميت الكرماء أن تجهز العروس مطبخا بـ 100 ألف جنيه، وغرفة أطفال بـ 20 ألفا كحد أدنى، والشبكة لا تقل عن 50 ألف جنيه أما مؤخر الصداق فيصل لـ 250 ألف جنيه ويقوم العريس بفرش الشقة بأفخم أنواع الأثاث.
الجريدة الرسمية