المنطقة الخضراء ببغداد.. مُنعت على المتظاهرين وتعرضت لانفجار
أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، فرض حظر التجول في بغداد، فيما يواصل المتظاهرون تجمعاتهم في مواجهة قوات الأمن العراقية في بغداد التي تدخل مرحلة حظر التجول بدءا من الساعة الخامسة من فجر اليوم (الخميس الثالث من أكتوبر 2019) "حتى إشعار آخر"، بعد يومين من الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص.
ويبدو أن الحكومة التي شكّلت قبل عام تقريبًا، اتخذت خيار الحزم في مواجهة أول امتحان شعبي لها، رغم أن ذلك لم يثن المحتجين الذين واصلوا تدفقهم مساء إلى نقاط التجمع المركزية في بغداد ومدن جنوبية عدة.
وقتل خمسة متظاهرين بالرصاص مساء أمس الأربعاء في الناصرية بمحافظة ذي قار إضافة إلى شرطي، غداة مقتل متظاهر في المدينة التي تبعد 300 كيلومتر جنوب بغداد، بحسب ما أعلن مسئول محلي، من دون تحديد مصادر النيران.
في المقابل، قتل متظاهران منذ الثلاثاء في بغداد، حيث امتدت التظاهرات لتطال أكثر من ستة أحياء في العاصمة. وأقدم متظاهرون في أحياء عدة من بغداد على إشعال إطارات وقطع طرق رئيسية. وكان قد أعلن حظر التجول في النجف والناصرية أيضا.
إصرار المتظاهرين
ويسعى المحتجون للتوجه إلى ساحة التحرير في وسط العاصمة، التي تعتبر نقطة انطلاق تقليدية للتظاهرات في المدينة، ويفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية حيث ضربت القوات الأمنية طوقًا مشددًا منذ الثلاثاء.
وقررت السلطات العراقية التي أعادت في يونيو افتتاح المنطقة الخضراء التي كانت شديدة التحصين وتضم المقار الحكومية والسفارة الأمريكية، إعادة إغلاقها مساء الأربعاء، منعًا لوصول المتظاهرين.
وعادة ما يتخذ المتظاهرون من المنطقة الخضراء وجهة لهم لرمزيتها السياسية، خصوصًا أنها شهدت عام 2016 اقتحامًا نفّذه أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. ودعا الصدر مناصريه مساء الأربعاء إلى "إضراب عام" لإسناد المتظاهرين.
التحالف الدولي: لا خسائر في المنطقة الخضراء
في سياق متصل، أعلن التحالف الدولي بالعراق اليوم أن انفجارا وقع في المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد الليلة الماضية لم يطل أيا من منشآته. جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم قوات التحالف مايلز كاجينز، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء.
وكانت قناة الحرة الأمريكية أفادت في وقت سابق اليوم بسماع دوي انفجار قوي في المنطقة الخضراء التي تضم مباني حكومية ومقار السفارات الأجنبية. ولم يتضح على الفور سبب الانفجار، ويجرى تحقيق حاليا في ملابساته، بحسب بلومبرج.
تعزيز القبضة الأمنية
وأعلن مجلس محافظة بغداد أنّه قرّر تعطيل العمل يوم الخميس في كلّ الدوائر التابعة له، الأمر الذي سيسمح لقوّات الأمن بتعزيز نفسها وتشديد قبضتها في مواجهة المتظاهرين. واتهمت الحكومة العراقية "معتدين" و"مندسين" بالتسبب "عمدًا بسقوط ضحايا بين المتظاهرين".
وأفاد مراسلون أن القوات الأمنية اعتدت على فريق صحافي، واعتقلت صحفيًا آخر. ومنذ مساء الأربعاء أيضًا، بدا صعبًا الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي مع بطء شديد في شبكة الإنترنت.
وقالت مصادر طبية إن أكثر من 400 شخص أصيبوا بجروح في مختلف أنحاء العراق، مشيرة إلى أن تسعة منهم على الأقل أصيبوا بالرصاص الحي في بغداد، وأن آخرين كانوا يعانون الاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع أو أصيبوا خلال عمليات التدافع.
وأعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس- بلاسخارت عن "قلق بالغ"، داعية السلطات إلى "ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات".
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل