رئيس التحرير
عصام كامل

"جحود الآباء".. آباء يعذبون أبناءهم بلا رحمة والسوشيال ميديا تنقذهم.. آخرهم أب يعذب طفلته بولاعة في السعودية.. أب يعذب ابنته حتى الموت في الإسكندرية.. "اليونيسيف" تطالب بسن القوانين لحمايتهم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لم تمر سوى أيام قليلة على أشهر واقعة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الفترة الماضية، وهي تعذيب أب لطفلته الرضيعة بالسعودية بأبشع الطرق، لتبين لنا تلك الواقعة جحود الآباء على أبنائهم؛ لأنها لم ولن تكون الحالة الأولى والأخيرة لتجرد الآباء والأمهات من معاني الإنسانية ومشاعر الأبوة.


فمنذ أيام قليلة انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأب يقوم بتعذيب طفلة رضيعة بأبشع الطرق الممكنة، وسط صرخات ودموع طفلته بدون أدنى رحمة بالمملكة العربية السعودية.

وأدى مقطع الفيديو إلى إثارة غضب المجتمع السعودي والمصري وعدد كبير من المتابعين بمختلف البلدان، يطالبون الجهات الرسمية بالسعودية بتطبيق أقصى العقوبات لمثل تلك الممارسات الوحشية ضد الأطفال.

ولم تمر سوى أيام حتى وجه النائب العام في المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، أمرًا بإلقاء القبض على أب ظهر في مقطع فيديو متداول، وهو يعذب طفله الصغير، ويحرقه بولاعة أمام أشخاص في المنزل دون أن يتحرك أحد منهم لإنقاذ الطفل.

وبحسب صحيفة ”سبق“ المحلية، فإن النيابة العامة باشرت التحقق من صحة المقطع، وما ظهر فيه، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات النظامية بخصوصه.

وبدوره، أكد المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، خالد أبا الخيل، أنه جارٍ اتخاذ الإجراءات اللازمة، والتحقق بشأن المقطع المتداول، مناشدًا من يملك معلومات عن هوية المعنف تقديمها للمعنيين.

يوسف عثمان القططي| القبض على المتهم بتعذيب ابنته في السعودية

الإسكندرية
وفي يناير من هذا العام تجرد أب من المشاعر الإنسانية، وحوَّل حياة ابنته لجحيم بمحافظة الإسكندرية، حيث اعتاد تعذيبها بمساعدة زوجته الجديدة، حتى فارقت روحها الحياة بعد ثبوت وجود بقايا نزيف دموى حول الفم، ليتم القبض عليه هو وزوجته بعد تلك الواقعة.

ولم تكن تلك الحالة الأولى والأخيرة فالعنف الأسري ضد الأطفال ظاهرة أصبحت منتشرة خاصة خلال الأيام القليلة الماضية بعد انتشار عدد من حالات العنف وتعذيب الآباء لأبنائهم.

فبعد انتشار تلك الحالات شددت مديرة الإعلام في المكتب الإقليمي بـ "اليونيسيف" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جوليت توما، عبر إحدى الوكالات الروسية، على ضرورة أن تقوم الحكومات والمؤسسات الحكومية والأهلية لسن قوانين لحماية الأطفال تماشيا مع اتفاقية حقوق الطفل، التي يمر على توقيعها ثلاثون عاما في نهاية نوفمبر القادم.

وأكدت أنه يجب أن يقوم كل فرد بواجبه تجاه الأطفال، وأنه حان الوقت لأن يأخذ الطفل حقه، وألا يتعرض لأي وسيلة من وسائل العنف، الذي يضر به.

وذكرت مديرة الإعلام في المكتب الإقليمي بـ "اليونيسيف" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن "للعنف توابعه الوخيمة على الأطفال، ومنها العنف النفسي الذي يحتاج العلاج المباشر والحيوي للتفادي من تطور تبعات العنف إلى أمور أخرى يصعب جدا التغلب عليها في المستقبل".

ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية أنه نحو ربع البشر تعرضوا للعنف الجسدي بينما كانوا أطفالًا، وأن 1 من كل 5 من الإناث، و1 من كل 13 من الذكور قد تعرضوا لدرجة ما من درجات الاعتداء الجنسي في سن الطفولة.

وأنه في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، يتم تسجيل أكثر من مليون حالة عنف ضد الأطفال سنويًا، جزء كبير منها داخل المنزل، وأن هذا العدد يمثل ما تم التبليغ به وتسجيله لشدته ومن بين هؤلاء المليون، على الأقل 300 ألف حالة تعرضت له بشكل متكرر لأكثر من مرة في العالم، بينما تصل بعض التقديرات لنحو مليار حالة عنف ضد الأطفال في عام واحد حول العالم.
الجريدة الرسمية