رئيس التحرير
عصام كامل

أفواه المسئولين!


إذا كان الإنسان العادي يحاسب مرة في الدنيا عن كل ما يخرج مِن فيه من كلمات، فإن المسئول يحاسب عدة مرات، بل إنه يظل يحاسب من قبل الرأى العام حتى بعد أن يدفع منصبه ثمنا لما قاله وآثار عدم رضاه!


لكن بعض المسئولين لا يدركون ذلك إلا بعد فوات الأوان.. أي بعد أن تخرج الكلمات من أفواههم لتثير ضيق وأحيانا غضب الناس.. والدليل على ذلك أننا في غضون بضعة أيام قليلة خرج علينا وزير، له باع في العمل البرلمانى وخبرة وزارية قديمة ليقول إن الحكومة تنظر بإحسان للمواطنين، وكأن الحكومة تتصدق عليهم، ولا تقوم على خدمتهم كما يتعين أن تكون العلاقة بين المواطنين والحكومات!..

ثم خرج علينا أيضا رئيس مجلس النواب ليشيد بـ"هتلر" في افتتاح دور الانعقاد الجديد والأخير للمجلس، مع تهديد الحكومة باستخدام كل أدوات الرقابة البرلمانية في مواجهتها، وهو ما يعنى ضمنا عدم استخدامها كما ينبغي في الدورات البرلمانية الأربعة السابقة.. وهذا ما أكده المتحدث باسم البرلمان، عندما خرج علينا هو الآخر بتصريحات يقول فيها إن البرلمان سوف يتوقف عن الطبطبة على الحكومة ويستبدل ذلك بالطبطبة على الشعب!

إن المسئول السياسي يعرف متى بتحدث، ومتى يغلق فاه ويسكت عن الكلام، ويعرف أيضا إذا تحدث كيف يختار كلماته.. لأنه يضع في اعتباره أساسا الرأى العام، يبغى بما يقول إرضاءه وتجنب عدم إغضابه.. وهدا النوع من المسئولين للأسف نادر لدينا.

وحتى المسئول السياسي أحيانا عندما يتقلد منصبه يخلع رداءه السياسي فور جلوسه على مقعده وتقلده منصبه، لأنه لا يهتم برضاء الرأى العام قدر اهتمامه بالاحتفاظ بمنصبه ومقعده الفخم!.. وأي إصلاح من أي نوع، سياسي أو إداري أو إعلامي أو حتى اقتصادى يحتاج لمسئولين من نوع مختلف يؤمن بأنه جاء ليخدم الناس لا أن يحسّن لهم.
الجريدة الرسمية