رئيس التحرير
عصام كامل

السياسة والأمن!


منذ بضع سنوات حضرت الاحتفال بقدوم عام جديد في شارع الشانزليزيه الشهير بباريس، ووقتها كانت العاصمة الفرنسية قد تعرضت لبعض الهجمات الإرهابية، لذلك كانت هناك إجراءات أمنية مشددة وصارمة لحماية الذين يحتشدون بشارع الشانزليزيه، وتوفير الأمن لهم، كان من بينها تفتيش كل من يدخل الشارع، وغلق الكثير من الشوارع الجانبية يمينًا ويسارا التي تصب فيه..


لذلك لا يمكن إنكار الدور الذي قامت به أجهزة الأمن المصرية في إجهاض دعوات الإخوان لحراك جماهيرى، يستغلونه من أجل استعادة الحكم الذي طردوا منه شعبيا قبل ست سنوات مضت، بما في ذلك اختراق الشبكات الإلكترونية للإخوان، وجمع المعلومات الطازجة عن خططهم ومن كلفوا بتنفيذها، والإمساك ببعض الأجانب الذين قدموا للبلاد مكلفين من التنظيم الدولى للإخوان بمهام يؤدونها، في إطار هذا المخطط، مع بعض الإجراءات الاحترازية المتنوعة.

لكن كل ذلك يجب ألا يجعلنا نعتمد فقط على الأمن وحده، رغم أهمية دوره، في مواجهة ما يخطط ضد بلادنا من الخارج، وتحديدا من المخابرات التركية، بمشاركة المخابرات القطرية، والتي يلعب الدور الأساسى فيها الإخوان الذين يبغون الانتقام منا، واستعادة الحكم مجددا..

فمع الأمن كان هناك دور مهم وأساسى للسياسة في إفشال هذه المخططات في الفترة الأخيرة، ولأننا نفتقد لحياة سياسية فاعلة ونشطة، فقد اعتمدنا على الإعلام الذي أسهم في حماية الرأى العام من التضليل.

اذن نحن نحتاج للسياسة مع الأمن.. والسياسة التي نحتاجها تقتضى قوى سياسية مدنية فاعلة ونشطة وإعلاما مهنيا قويا حرا.. وهذا من شأنه أن يخفف العبء على الأمن ويضمن له الانضباط.
الجريدة الرسمية