رئيس التحرير
عصام كامل

في معركة الوعي المطلوب!


لن تتوقف محاولات التنظيم الدولي للإخوان وأعوانه في الخارج ومن ورائه تركيا وقطر لإشاعة الفوضى والتخريب لإسقاط مصر، والسؤال: ماذا نفعل في ضوء المتغيرات الأخيرة؟!


الإجابة تقتضينا السير بدقة وسرعة ويقظة دائمة في خطين متوازيين؛ أولهما تعرية الإخوان وفضح أفعالهم ليس بمواجهات أمنية فحسب -على أهميتها البالغة- بل بالفكر والحجة والبرهان، أما ثانيهما فيرتبط بضرورة بذل أقصى جهد لاحتواء الشباب ومد جسور التواصل معهم، وإحداث مزيد من التحسن في الأحوال المعيشية للناس والإصغاء لأوجاعهم وآمالهم دون وسيط، لضمان استمرار الدعم الشعبي الذي لا غنى عنه في أي معركة كبرت أو صغرت.. وما أكثر ما تخوضه دولتنا الآن من معارك طاحنة ظاهرة وباطنة.. وما أحوجها لظهير شعبي يتصدر الصفوف، ويفتدى مصر بروحه ودمه وعرقه وسواعده.

وينبغي لنا أن نسلم بقناعة أن جهود الحكومة –أي حكومة- لن تكفي وحدها مهما عظمت للانتقال بمصر إلى مربع الاستقرار التام والأمن الكامل.. ومن ثم فالمطلوب تفعيل جهود المجتمع لاسيما مؤسساته المدنية كالأحزاب الغائبة تمامًا عن المشهد، والإعلام الذي لا يعمل بكامل طاقته لأسباب لا يتسع المقام هنا لحصرها، ومؤسسات التعليم والشباب والثقافة.. وكلها مدعوة بقوة للانخراط في معركة الوعي المطلوب تحصين الشعب به في وجه رياح التآمر وحروب الجيل الرابع والخامس..

لتفويت الفرصة على الإخوان ومن والاهم في تزييف وعي الناس، وإلباس الباطل ثوب الحق وزعزعة الثقة وخداع البسطاء الذين أرهقتهم أعباء الحياة وإجراءات الإصلاح الاقتصادي، وتبني أولويات وطنية تشيع الأمل في غد أفضل، وتحول دون تهيئة المسرح لفوضى جديدة يسعى معسكر الشر بقيادة تركيا وقطر، لجرجرة البلاد إليها لإحياء مشروع الإخوان وتحقيق الخلافة العثمانية التي لا وجود لها إلا في ذهن أردوغان..

ولا نبريء الغرب مما يجري الإعداد له؛ أملا في تمزيق أواصر ما بقي من الدول المتماسكة في المنطقة كمصر، لإحياء مشروع الاستعمار القديم ونهب ما بقي من خيرات بلادنا.

انتبهوا..
الجريدة الرسمية