رئيس التحرير
عصام كامل

عادتنا القديمة.. لا !


لاحظ الناس تغيرا في أداء الإعلام المصرى خلال الأسبوع الأخير، أكسبه قدرا من الفعالية والتأثير لدى الرأى العام، بعد أن استشعرنا خطر تلك الهجمة الجديدة للإخوان التي أدارتها المخابرات التركية، وكانت بدايتها فيديوهات المقاول "محمد علي"..


وساعد على ذلك أن الدولة، خاصة جهاز الأمن فيها، تخلى عن سياسة الكتمان التي كان يعتصم بها وأتاح بعض المعلومات المهمة للإعلام، وإن لم يصدر عنه بيانات رسمية في هذا الصدد، خاصة لتوضيح بعض الإجراءات الاحترازية الأمنية، ومنها إلقاء القبض على بعض الأعداد، وإن كان النائب العام عوَض ذلك بإصدار بيان أوضح فيه أنه يحقق ويفحص أحوال نحو ألف مواطن تم إلقاء القبض عليهم مؤخرا، منهم شخصيات غير مصرية تحمل جنسيات عربية وأجنبية.

وينتظر الناس أن يستمر الإعلام المصرى في هذا النهج الجديد له.. نهج التصدى لما يشغلهم ويؤرقهم، لا تجاهله كما كان يحدث من قبل، وترك إعلام الخارج، خاصة المعادى، لينفرد وحده بالرأي العام، أي لا يعود لعادته القديمة التي تصور البعض أنها مريحة، وتبين عدم صحة ذلك..

بل أن الناس ينتظرون ماهو أكثر وأكبر من الإعلام المصرى، سواء الخاص أو العام.. ينتظرون منه أن يعتصم بالمهنية، وهو ما يعنى التخلص ممن لا يحترمون قواعد المهنية.. وأن يتصدى بحرفية وشجاعة لتناول شواغل واهتمامات الرأى العام.. وأن يكون منبرا للآراء المختلفة والرؤى المتنوعة، وأن يكون ساحة للنقد مادام يلتزم أصحابه بآداب الكلمة.

وهذا لن يتم بمجرد رغبة الإعلاميين وحدها، إنما يجب أن يسبقه ويواكبه، نهج مختلف لدى كل مؤسسات الدولة، وفى مقدمتها بالطبع المؤسسة الأمنية.. وأعتقد أن ذلك ما اقتنع به كثيرون داخل هذه المؤسسات الآن.

الجريدة الرسمية