رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: خلطة حسن شحاتة تضمن نجاح «البدري».. احتواء محمد صلاح ووأد فتنة الأهلي والزمالك داخل المنتخب أبرز التحديات.. وتصفيات أفريقيا والتأهل للمونديال يحتاج الجهد والعرق

زغلول صيام
زغلول صيام

ما أشبه اليوم بالبارحة ومازالت الأماني ممكنة، بعد اختيار الوطني حسام البدري لقيادة الفراعنة لم يعد أمام الجميع سوى نسيان كل شيء والتركيز في الوقوف وراء المنتخب، لأن نجاح الفريق سيعني نجاح الجميع سواء مدربين أو لاعبين، ولماذا نذهب بعيدا وقد كانت لنا تجربة حديثة عندما نجح المعلم حسن شحاتة في تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق في كرة القدم، فبالفوز بثلاث بطولات أمم أفريقية راج سوق اللاعبين، وأيضا أصبح الجميع في شتى البلدان العربية الشقيقة مصرا على التعاقد مع المدرب المصري، بمعنى أن الخير شمل الجميع، وعندما تفرقنا أصبح لا وجود لمدربينا في الخارج، وبالتالي فإن الجميع مطالب بمؤازرة البدري للصالح العام والخاص أيضا، وعلى الجميع تناسي سيناريو الاختيار، لأنه في النهاية أصبح حسام البدري مديرا فنيا لمنتخب مصر.


نفس ظروف المعلم
الحقيقة أن الظروف التي تعيشها الكرة المصرية هي تقريبا نفس الظروف التي تم اختيار المعلم حسن شحاتة على أساسها، مع اختلاف في بعض الجزئيات البسيطة، ولكن كنا خارجين من الدور الأول لبطولة الأمم الأفريقية 2004 بتونس، والمنتخب ضائعا بعد الخروج عمليا من تصفيات المونديال على يد الإيطالي تارديللي، ولكن كانت هناك صحوة في الأندية خاصة الأهلي والزمالك، مع مدربين أجانب كبار من عينة جوزيه وأوتوفيستر، وهو الموجود الآن سواء فايلر مع الأهلي أو ميتشو مع الزمالك.

ولا نغفل ديسابر مع بيراميدز، وكلها مدارس كروية مختلفة، واستغل المعلم حسن شحاتة طفرة الأجيال ومزج بين أجيال عديدة أولها منتخب الشباب الذي فاز ببرونزية المونديال مع غريب 2001 وجيل بوركينا فاسو 2003 ثم جيل الكبار فنجحت التوليفة، والآن متوفر توليفة جيدة أيضا ممثلة في المنتخب الأوليمبي الذي أصبح لاعبوه أعمدة أنديتهم سواء رمضان صبحي أو مصطفى محمد أو صلاح محسن أو طاهر محمد طاهر والأسماء كثيرة ولديها الخبرات الدولية المناسبة لتشكل مع باقي العناصر منتخبا يستطيع استعادة أمجاد الماضي وتحقيق طفرة هائلة في كرة القدم المصرية شريطة استغلالها بشكل أمثل.

التحديات
ويواجه البدري تحديات أراها بالجهد والعرق سهلة المنال، سواء في التأهل للأمم الأفريقية بالكاميرون 2021 خاصة وأن المجموعة ليست صعبة، بعد أن أصبحت الفرق التي تتأهل 24 فريقا وليس 16 كما كان سابقا، وبالتالي سيكون التحدي الأكبر هو الأمم الأفريقية بالكاميرون وليس التصفيات، كما أن تصفيات المونديال سيكون أفضل في أدواره الأولى، حيث هناك عشر مجموعات يتأهل الأول منها للدور النهائي، وعن طريق مباراة فاصلة تحدد هدفك في الوصول لمونديال قطر 2022، بمعنى أن الكابتن حسام البدري أمامه وقت وفرصة للاستقرار على أفضل توليفة يحقق معها النجاح، وينقل الكرة المصرية إلى آفاق أفضل...

محمد صلاح
ولا ينكر أحد أن وجود محمد صلاح على رأس تشكيلة الفراعنة هو ميزة للبدري، لأننا لم نكن نملك على مدار تاريخنا الكروي لاعبا بحجم وقدرات صلاح، والمؤكد أن طريقة التعامل مع نجم ليفربول سواء من جانب الجهاز الفني أو اتحاد الكرة ستحدد أمورا كثيرة، وهنا لا يجب أن يفهم أحد أننا نطالب بمعاملة خاصة للفرعون المصري المتألق في الملاعب الأوروبية، لأن صلاح وبمنطق المصلحة الشخصية هو أكثر الناس استفادة في انتصارات الفريق الوطني، ولو اضطر لصرف مكافآت من جيبه الخاص لزملائه اللاعبين، لأن انتصارات الفريق الوطني ليس لها إلا معنى واحدا، وهو أن نقاطا ستضاف للنجم المصري في كل المسابقات والاستفتاءات العالمية.

يبقى دور الجهاز الفني في إتمام عملية المزج بين ما هو خاص وعام، وأعتقد أن الجميع استوعب الدرس خاصة محمد صلاح الذي أخذ ضمانات كثيرة بتغيير التعامل في المعسكرات القادمة، وأن أحدا لن يقترب من المعسكر مهما كان، وهي مهمة تقع على بركات قبل أن تكون مهمة البدري نفسه.

دور البدري
ويقع على الكابتن حسام البدري دور كبير في اختفاء نغمة أهلي وزمالك داخل المنتخب، سواء بالنسبة لهوية الجهاز المعاون، أو اللاعبين المنضمين، وأعتقد أن الأمر بسيط وسهل مادام هناك عدالة في الاختيار، والنظر للمصلحة الوطنية في المقام الأول، بعيدا عن أي حسابات أخرى، وهو ما كان يفعله المعلم فلا يمكن أن تفرق بين أبوتريكة ووائل جمعة وبين عمرو ذكي ومحمود فتح الله، وبالتالي انصهر الجميع في بوتقة واحدة كان نتيجتها الفوز بثلاث بطولات أمم أفريقيا، وتصدرنا التصنيف الأفريقي، ودخلنا في أفضل عشر منتخبات على مستوى العالم حسب تصنيف الـ«فيفا» وقتها.
الجريدة الرسمية