رئيس التحرير
عصام كامل

مافيا متعهدي الأفراح.. يتحكمون في أجور نجوم الأغنية الشعبية.. ومن يرفض التعامل معهم يجلس في بيته.. الأرياف تتفوق على القاهرة في أجر المطربين.. ومديرو الأعمال يخوضون معركة الحفاظ على «النجم»

احمد شيبة المطرب
احمد شيبة المطرب الشعبي



في السنوات الأخيرة ظهرت مهن جديدة لم تكن معروفة بشكل كبير في عالم الغناء والطرب، وتحولت بعض المهن إلى سيف مصلت على رقاب نجوم الأغنية الشعبية، ومنها مهنة "متعهدي الأفراح" الذين يتحكمون في سوق إحياء حفلات الزفاف الشعبية في مصر.


ويلعب متعهدو الأفراح دورا مهما في انتشار مطربين واختفاء آخرين من حفلات الأفراح، من خلال تسويق المطرب وإبرام تعاقدات على حفلات في كافة محافظات الجمهورية، ويتحكم المتعهدون بتلك الطريقة في أسعار نجوم الأغنية الشعبية بشكل غير مباشر.

وفى التقرير التالي تحدثنا مع بعض متعهدي الحفلات، الذين لديهم القدرة على التحكم في السوق، من خلال شركات إنتاج تنظيم الأفراح والحفلات، للكشف عن الأسباب التي تدفع المطرب للجوء للمتعهدين.

انتشار الأغاني
من جانبه قال زوق أبو كف، المنتج الفني، وأحد أشهر متعهدي الأفراح الشعبية: إن الحكم على المطرب الشعبي أصبح من خلال «الأغنية» المنتشرة، وتحديد أجره في السوق يعتمد على مدى نجاح أغانيه، ويتراوح الأجر في الفرح الواحد من 15 لـ 45 ألفا.

وتابع «زوق»: "الثنائي الأكثر شعبية على الساحة في الوقت الحالي، هما: محمود الليثي، وأحمد شيبة، ويتراوح أجرهما من 30 إلى 45 ألف جنيه، ومن الصعب أن يتقاضى المطرب في حفله أكثر من 25 ألف جنيه إذا أحيا الحفل ساعة واحدة، لأن هناك أكثر من مطرب يتقاضى نفس الأجر في الفرح الواحد، وصاحب الفرح يدعو أقاربه وأصدقاءه في الفرح من أجل «النقطة».

من جانبه أكد محمود العجوز، متعهد أفراح بمحافظة القاهرة، أن هناك مطربين بعد شهرتهم يشعرون بالغرور، لذلك يتحدث المتعهدون مع بعضهم، من أجل القضاء على هذه الظاهرة، بمنع تسليم هذا المطرب أفراحا، وإذا جاء الطلب عليه نحاول إقناع صاحب الفرح، بالتعاقد مع مطرب جديد بسعر أفضل.

وأضاف:" بعض نجوم الفن الشعبي لا يدركون الفرق بين إحياء حفلات زفاف في القاهرة والمناطق الريفية، فمن الصعب تقاضي مطرب شعبي أجر كبير في القاهرة، لأنه يحيي أكثر من حفل في الليلة الواحدة ونمرته لا تتعدى الساعة بأى حال من الأحوال، بخلاف إحياء حفل في الأرياف، فهنا أجر المطرب يكون كبيرا لأنه يتحمل مشقة السفر بفرقته ولا يستطيع سوى إحياء حفل واحد، وكل منهم يسعى من أجل الظهور بشكل أكبر في المناطق الريفية، والأجور في هذه المناطق تعد الأعلى، لأن المطرب يحيي حفلة واحدة، لصعوبة الطريق والوقت، لذلك من الممكن أن يصل أجره لـ40 ألف جنيه، وتعويض خسارة ثلاثة أفراح في القاهرة".

على الجانب الآخر قال أحمد زين، مدير أعمال الفنان أحمد شيبة: إن مديري الأعمال، من الأفضل لهم التعامل مع المتعهدين لأنهم أكثر انتشارًا وثقة، بجانب ترتيبهم للوقت، لكن الأمر الأصعب هو تحديد أجر المطرب، وهو ما يسبب أزمة بين المطرب ومديره لرفضه الدائم للأجر، لأنه يرى أنه من الممكن أن يتقاضى أجرا أعلى.

وأضاف: «المطرب الشعبي مش بيقتنع أن فيه سوق بيحكمنا ودائمًا عاوز فلوس أكتر، والأزمة إن الفرح الشعبي تكلفته كبيرة، والمطرب أيضًا ينظر لهذه التكليفات، ونقع دائمًا في أزمة بيننا وبين المتعهدين لرفع الأجر، ولو معملناش كده هنقعد في البيت، ومعانا فرقة 25 فرد وكل دي بيوت كتير مفتوحة، ولازم نشتغل عشان الناس تاكل عيش".

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية