رئيس التحرير
عصام كامل

إنها معركة تحصين الوطن!


أهم ما ينبغي بناؤه في الفترة الحالية هو وعي حقيقي للشعب وخصوصًا شبابه عبر خطاب موضوعي ينبني على الحقائق الموضوعية والدلائل الموثوقة؛ فمثل هذا الوعي غير الزائف كفيل بهدم المؤامرات والعبور بمصر لبر الأمان مهما هبت علينا رياح الأكاذيب والشائعات، وهو وعي يتشكل بعقول وطنية مخلصة ومستنيرة ومدركة لحقائق الأخطار وطبيعة التحديات..


ويوم أن نملك مثل هذا الوعي فإننا نملك جبهة داخلية صلبة لا يخشى معها على مصر، كما قال الرئيس السيسي من أخطار الخارج وتحدياته ما بقينا في الداخل جبهة متماسكة ويدًا واحدة قوية.

لقد استعصى على من يريدون مصر بسوء إلحاق الأذى بها من الخارج فعمدوا إلى الحروب النفسية واختلاق الشائعات بهدف خلق صورة ذهنية غير حقيقية تستقر في وعي المواطن، لتحبطه وتهدم ثقته في دولته وقيادته وجيشه وشرطته، فإذا ما تحقق الوعي الحقيقي لشعبنا فلن تؤثر فيه الشائعات ولن تضعف عزيمته الحروب النفسية ولن تخدعه الأكاذيب ولن يهزمه الباطل.

إن أخطر ما تواجهه مصر اليوم هو محاولة إضعاف روحها المعنوية ببث تسريبات مفبركة تتناول الشئون الاقتصادية والعسكرية في مسعى خبيث لدق أسافين بين الشعب وجيشه، الذي بات علينا جميعًا أن نتصدى لمثل تلك الشائعات له ولو عبر حساباتنا على فيس بوك أو تويتر أوغيرهما، لتفويت الفرصة على الراغبين في إشاعة البلبلة والإحباط وإضعاف الروح المعنوية للمصريين.

أما أدوار مؤسسات صناعة الفكر والعقل والقيم الاجتماعية والمواقف الجمعية كالأحزاب ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية والتعليمية والشبابية، فلابد من إعادة النظر في طريقة أدائها لدورها بعد أن تأكد لنا وجود قصور حقيقي في ذلك الأداء.. وليسأل القائمون عليها أنفسهم: هل أدينا واجبنا على النحو الأمثل.. وماذا ننتظر حتى نفعل..

ألا يدرك هؤلاء أن الإخوان يجيدون التقاط كل شاردة وواردة في مجتمعنا، وتوظيف الهفوات والسقطات وتضخيم السلبيات وترويج المفاهيم المغلوطة لتضليل شبابنا والتغرير بهم.. ألا يقتضي ذلك أن ينهض كل منا بدوره في التصدي لهم وتفنيد أباطيلهم المسمومة التي تنهال علينا عبر فضائياتهم ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة؟!

الشعب المصري بما يملكه من نور البصيرة والوعي الفطري وحب الوطن لا يمكن أن يخدعه أحد؛ ذلك أنه يدرك بعمق حقيقة ما يجري حوله، لكنه في حاجة لمن يذكره بما يحدث هنا وهناك مشفوعا بالحقائق والتحليلات الرصينة، ولمن يتواصل معه وينظم أفكاره وجهوده.

إن سؤال اللحظة لم يعد هل نحن في خطر، بل كيف نواجه مثل هذا الخطر، وكيف ننتقل من مربع تلقى الأخبار وسيل الشائعات إلى صناعة تلك الأخبار والأحداث لاستعادة المشاهد المصري مرة أخرى؟

وإذا كانت الإنجازات الحقيقة كفيلة بالرد على الشائعات فإننا ينبغي التأكيد أيضًا على حقيقة مهمة وهى أن الدولة التي تضيع لا تعود.. ومن هذا المنطلق كلنا مدعوون وفي الصدارة منا أجهزة الدولة المختلفة لتدارك ما وقعنا فيه من أخطاء وسلبيات، حتى نحصن الوطن ضد عواصف الفتنة وريح الشائعات.. فتوعية الشعب هي أكبر ضمانة لبقاء الجبهة الداخلية محصنة متماسكة في وجه أعدائنا كما أكد على ذلك رئيس الدولة مرارًا وتكرارًا.

الجريدة الرسمية