27 سبتمبر 2019
هذا يوم سوف يظل الإخوان ومعهم رجال المخابرات التركية وأيضًا القطرية يتذكرونه بوصفه أحد أيامهم التعيسة، والذي لا يقل تعاسة عن يوم الثالث من يوليو 2013.. فهم أعدوا أنفسهم لقرب استعادة السلطة التي طردوا منها قبل ستة أعوام، ثم تفاجأوا أن ذلك أمر مستحيل، وألا استجابة شعبية لهم ولدعواتهم، حتى ولو ضئيلة، ولذلك انطلقوا يهاجمون وبقسوة عموم الشعب المصرى!
لقد تبين للإخوان أنهم أخفقوا في تضليل عموم المصريين وخداعهم، كما حدث من قبل بعد عام ٢٠١١، وأن المصريين مازالوا يرفضونهم، ولا يقبلون بعودتهم ليس للسلطة، وإنما لمجرد العودة للمشاركة في الحياة السياسية، لأن عموم المصريين ينظرون لهم بوصفهم أعداء لهم، وتحديدا يعتبرونهم العدو الأول لمصر الآن.
وهدا لا يعنى أن الإخوان ومن يدعمهم سوف يتوقفون عن التآمر علينا، أو أنهم سوف يصيبهم اليأس ويسلمون بالهزيمة.. إنما هم لن يتوقفوا عن محاولاتهم التي لم تتوقف طوال ست سنوات مضت من أجل الانتقام منا، واستعادة السلطة التي طردوا منها شعبيا.. ولذلك يجب أن يكون لهذا اليوم لدينا ما بعده أيضا.. أي يجب أن يتلوه أمور عديدة.
لقد تبين لنا في الأسبوع الأخير أننا في حاجة إلى إعلام قوى لمواجهة إعلام التضليل الذي يحاربنا.. فعندما نشط إعلامنا واستعاد بعض فعاليته استطاع أن يلحق بهذا الإعلام المعادى هزيمة واضحة وكشف تضليله.. ولذلك علينا أن نمضى قدما في تقوية إعلامنا، وهذا سوف يحدث عندما يستعيد مهنيته وينعم بحريته، ويقوده ويديره من يفهمون ذلك ويؤمنون به.
كما تبين لنا أن الإخوان ومن يدعمونهم حاولوا استثمار ضعف الحياة السياسية في بلادنا، وراهنوا على ذلك.. وهو ما ينبهنا إلى ضرورة وأهمية البدء في عملية إصلاح سياسي واسعة وشاملة، تتسع للجميع باستثناء الإخوان العدو الأساسى، ومن يشايعونهم فقط
كذلك تبين لنا أن عموم المصريين، رغم معاناتهم من أعباء الإصلاح الإقتصادى، ومطالبتهم بتخفيف هذه الأعباء عليهم، إلا أنهم رفضوا أن يستجيبوا لدعوات الإخوان، نظرا لوعيهم العالى الكبير..
وهؤلاء يستحقون من الإدارة المصرية أن تشكرهم عمليا وليس نظريا أو الإشادة بهم بالقول فقط.. والشكر العملى هنا يتمثل في اتخاذ إجراءات واضحة وملموسة تخفف بالفعل بعض الأعباء عليهم، خاصة أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة.
باختصار يجب أن يكون يوم ٢٧ سبتمبر فارقا، ما بعده يختلف عما قبله.. ما بعده يحمل لعموم المصريين أملا في مستقبل أفضل اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وأيضًا إعلاميا.