"أردوغان" ومصر!

على غرار ما قاله "البلتاجي" في اعتصام "رابعة" بوقف الإرهاب في سيناء إذا عاد "مرسي" رئيسا، خرج مستشار ل"أردوغان" يقول إن ما يحدث الآن لإحداث تغيير سياسي في مصر سوف يتوقف إذا شاركت تركيا في ثروات الغاز في البحر المتوسط، التي نملكها نحن وقبرص واليونان!

وإذا كان الرجل قد اعترف بالتآمر علينا صراحة وبشكل فج، فإنها نبه كثيرين إلى حقيقة ما نشهده منذ ظهور ذلك المقاول الموجود في إسبانيا بفيديوهاته التي تحولت من طلب الأموال إلى طلب ثورة!.. فما يحدث هو مخطط أعدته وتقوده أساسا المخابرات التركية، يلعب فيه الإخوان دور البطولة، أملا لاستعادة الحكم الذي طردوا منه شعبيا..

وهو مخطط يستثمر ضمور الحياة السياسية، وافتقادنا لإعلام مهنى شجاع مبادر، ورغبة لعلاج الآثار الجانبية للإصلاح الاقتصادي ووضع حد لأعباء ضخمة تحملها أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة..

واعتراف ذلك المستشار التركى أكده رئيسه "أردوغان" بوقاحة أمام الجمعية العامة، عندما كشف عن إصراره تحقيق أطماعه في غاز "المتوسط".. لكننى أنبه إلى أن ذلك ليس الدافع الوحيد لـ"أردوغان".. إن أطماعه تتجاوز ثرواتنا في غاز "المتوسط".. إنه يريد اعادة دولة الخلافة ويكون هو خليفتها..

ولذلك دفع بالقوات التركية لتحتل مساحات من أراضى العراق وسوريا، وأرسل قواته للسودان وتدخل في ليبيا مساندا المليشيات المسلحة ضد الجيش الوطنى الليبى.. لذلك لن يكفيه كما يدعى مستشاره أن نفرط في ثرواتنا من الغاز في شرق "المتوسط".. لذلك فإن معركتنا معه مستمرة وطويلة ولن تنته إلا بالإطاحة به من حكم تركيا.