رئيس التحرير
عصام كامل

برايل.. الكفيف الذى أبصر المكفوفين


منذ عهد قريب.. كان الناس يعتقدون أن القراءة والكتابة.. بالنسبة للكفيف.. أمر مستحيل، بينما كان هناك شاب فرنسي يرى غير ذلك.. إنه المعجزة لويس برايل، فرنسي كف بصره وهو في الثالثة من عمره، ولكنه لم يفقد الأمل يومًا، ولم يستسلم لإعاقته.. بل ظل يفكر ويفكر في الطريقة التي تمكن أقرانه من المكفوفين القراءة والكتابة والاطلاع على مختلف المعارض وبطريقة سهلة وميسرة.


بعد كثير من البحث والتفكير.. يتحسس الصبى المثقاب الذي أفقده بصره، ويمسك بقطعة من الجلد كالتي كان يمسكها عندما فقد عينيه، ثم يكتشف الحل.. إن المثقاب الذي أفقده بصره، هو نفسه الذي سيفتح به الباب أمام المكفوفين، ليتعلموا من خلاله.. القراءة والكتابة.. فكانت «طريقة برايل».. وهي نفسها الوسيلة التي يستخدمها المكفوفون الآن.. في القراءة والكتابة.

ولد لويس برايل في قرية قريبة من العاصمة الفرنسية باريس في العام 1809، كان مبصرًا في صغره، وكان يذهب مع والده إلى عمله، وكان أبوه يعمل في صناعة الجلود، وفي أحد الأيام.. عندما كان الطفل في الثالثة من عمره.. يلهو بمثقاب «دبوس» والده، فأصاب إحدى عينيه، ففقدت بصرها في الحال، وأصيبت عينه الأخرى بالتهاب، إلى أن فقد بصره كليًا.

ذهب لويس إلى المدرسة مع جيرانه، وبعد سنوات، سمع عن مدرسة للمكفوفين في العاصمة «باريس»، فذهب إليها والتحق بها، وكان أول سؤال سأل عنه الطفل الكفيف: كيف سأتعلم القراءة والكتابة لأقرأ وأكتب مثل الآخرين؟.

كانت الكتب في تلك الفترة تكتب بأجهزة خاصة في المصنع، بحيث تكون نفس الحروف بالطريقة المبصرة ولكن بارزة على الألواح، فكانت الكتب بهذه الطريقة ثقيلة، والقراءة بطيئة ومتعبة للكفيف، لأنها تستغرق وقتًا وجهدًا منه، حتى يتلمس كل حرف، ويتعرف عليه، وكان الكفيف عندما ينتهي من قراءة السطر.. ينسى عماذا كان السطر يتحدث، غير أنه بهذه الطريقة كان الكفيف يقرأ ولا يكتب.. ونكمل غدًا.

الجريدة الرسمية