رئيس التحرير
عصام كامل

"أوسكار العبقرية" للتحليل الإخبارى بالإذاعة!


أتمني بصدق أن أعرف اسم العبقري الذي يكتب يوميا تقريرا إخباريا عن الأزمة السورية في أخبار الإذاعة المصرية!

ولا يعني ذلك إلا أنني لا أعرف بصدق من هو العبقري الذي يكتب التحليل الإخباري للإذاعة المصرية!


وبعيدا عن الانحياز لأي من أطراف الأزمة هناك، إلا أن أسرار العبقريه متعددة.. لعل أبرزها أن ما يكتبه منذ عام ونصف العام أو يزيد لم يصبه بالملل من تكرار نفس المفردات ونفس العبارات ونفس الألفاظ!

ومن أسرار العبقرية قدرة سيادته علي تحدي الملل وهزيمته في القدرة علي تكرار نفس الألفاظ ونفس العبارات ونفس المفردات، مضافا إليها نفس المقدمات ونفس النتائج طبعا.. لعام ونصف العام أو يزيد!

ومن أسرار العبقرية قدراته علي إبراز تصديقه لما يكتبه.. فهو يصدق مثلا وببراعة أن بشار الأسد هو من أفسد كل المبادرات السلمية السابقة! والسؤال لسيادته: مثل ماذا؟؟ أية مبادرة تلك التي أطلقها الجيش الحر؟؟ أو جبهة النصره؟؟ أو القاعدة؟ هل تقصد المبادرات الأمريكية أو الفرنسية أو القطرية؟؟ تلك التي تشترط اشتراطين لا ثالث لهما للحوار مع الأسد أولها أن يتنحي الأسد!!
وثانيها أنه لا حوار مع نظام الأسد!!

ولأن الهبل في الجبل.. يمكننا أن نجري مسابقة الآن.. الآن وفورا.. وأن يذهب أحد القراء الأعزاء إلي الإذاعة.. ويستخرج شريط أي يوم.. ويسمعه.. وسوف يكسب الجائزة فورا من يحدد خمسة فروق أو اختلافات بين تحليل أي حلقة أو أخري..!!

بل إن سيادته - ولا أعرف بصدق من هو - لا يعرف حتي إن الموقف المصري ذاته قد تغير وانتقل من وجهة النظر القطرية الأمريكية إلي نقطة أخري تري فيها مصر أن الحل السلمي للأزمة السورية لا فرار منه، بل إن مصر اعتقلت الأسبوع الماضي ووفقا لأخبار الإذاعة أيضا مقاتلين كانوا في طريقهم للقتال في سوريا مع المعارضة..!!

والخلاصة: طبيعة أي حل سلمي في العالم أن يجري برضا وتفاوض أطرافه وأن أي طفل صغير في أي مدرسة ابتدائية يعرف أنه من المستحيل ومن غير المعقول أن يقبل أي طرف في المفاوضات ما فشل عدوه من تحقيقه معه بالسلاح..

وأن الأسد الذي فشل خصومه في إقصائه بالقوة لن يقبل طبعا أن يترك السلطة بالتفاوض.. وما أراه أن العالم كله أوشك أن يدرك ذلك إلا الجيش الحر وأخونا العبقري الذي لا أعرف اسمه بصدق، والذي يكتب تحليل الإذاعة الإخباري الذي يكفي وحده دليلا أو للإجابة عن سؤال: لماذا يتخلف إعلامنا .. المرئي والمسموع؟!
الجريدة الرسمية