رئيس التحرير
عصام كامل

خرافة فزاعة الإخوان !


بلا مقدمات أقول لمن يغضبهم التنبيه لخطر الإخوان، ويعتبرون ذلك نوعا من الفزاعة للناس حتى لا يخرجوا للشوارع مجددا، أنتم تعيشون في غيبوبة أعمت الإبصار وعطلت العقول.. لأن خطر الإخوان ماثل وواضح وجلى، بل ومجسّم أيضا، يمكن للإنسان العادى أن يتبينه بلا جهد أو تفكير أو پحث وتحليل واستنتاج.


فالإخوان لا يخفون رغبتهم ليس فقط في الإطاحة بالحكم الحالى، وإنما بأن يحلوا محله.. أي أن يستعيدوا هذا الحكم الذي طردوا منه شعبيا.. بياناتهم وتصريحات قادتهم تقول ذلك بوضوح لا لَبس فيه.. وأعمالهم تؤكد ذلك أيضا.. ولأنهم عجزوا أن يقوموا بذلك بمفردهم وجهودهم الخاصة، رغم كل الدعم الذي يتلقونه من حكومات وأجهزة مخابرات، فإنهم يسعون لجمع وحشد أكبر عدد ممكن حولهم، أو بالأصح وراءهم لتحقيق هدفهم.

وقد سبق أن جربنا ذلك في يناير ٢٠١١.. ألم يستول الإخوان على ميدان التحرير، وعلى العديد من الميادين؟!. ألا تتذكرون كيف جاءوا بالقرضاوي ليخطب في المحتشدين بالميدان، ليذكرنا بعودة الخومينى إلى طهران؟!. وألا تتذكرون كيف قادوا هم وحلفاؤهم من السلفيين ما أسموه بغزوة الصناديق للتصويت على تعديلات دستورية أرادوها للتعجيل بإجراء انتخابات توصلهم إلى قصر الاتحادية كانوا واثقين بالفوز بها، بسبب تحالف بعض الشخصيات المدنية معهم، أو بالأصح انبطاحهم أمام تلك الجماعة الشريرة؟! 

وألا تتذكرون كيف انفرد الإخوان مع السلفيين في إعداد دستور ٢٠١٢؟!.. والأهم ألا تعرفون أن هذه الجماعة نهضت مع أنه تم حلها من قبل أكثر من مرة، سواء في نهاية الأربعينات أو بداية الخمسينات، واستعادت قوتها وصارت أكثر خطورة؟!.. ألم يحدث ذلك بعد الحل الأول لها واغتيال مرشدها، لدرجة أنها سعت في بداية الخمسينيات في فرض وصايتها على ثوار يوليو؟!.. وألم يحدث أنها بعد الحل الثانى أعادت تأسيس تنظيمها الخاص، أو جهازها السرى، وخططت وجهزت ليس فقط لاغتيال "عبدالناصر"، وإنما لإغراق الدلتا بتفجير القناطر الخيرية؟!.. وبعد ذلك هل يمكننا أن نغفل أو بالأصح نتغافل عن خطر تلك العصابة الفاشية؟!

نعم لقد تم حل الجماعة للمرة الثالثة ومصادرة أموالها المعروفة وحبس عدد من قادتها وكوادرها وعناصرها.. ولكن هيكل تنظيمه السرى لم يتم تقويضه بعد بالكامل، والدليل على ذلك أنها جندت شبابا في السنوات القليلة الأخيرة، وكانت رابعة ميدانا لذلك.. كما أنهم يلقون دعما ماليا ولوجستيا وخططيا من حكومات وأجهزة مخابرات، ولهم تنظيم دولي يملك الكثير من الأموال والاستثمارات في أنحاء العالم لهم منذ تأسيس قيادته.. وفى المقابل فإن القوى المدنية ضعيفة، ومنقسمة وعاجزة عن أن تخوض انتخابات، وأنا هنا أرصد حالا نعيشه أيًا كانت أسبابه التي أرى أننا جميعا نتحمّل مسؤوليته.

وهكذا خطر الإخوان ماثل وواضح وكبير.. وليس مجرد فزاعة سياسية.. ومن ينبه لهذا الخطر ويحذر منه يبغى حماية هذا الوطن من أن تسلبه مجددا تلك العصابة الفاشية، ويخشى أيضا على أهل هذا الوطن من انتقام هذه العصابة إذا ما تمكنت من التحكم في رقابنا مرة أخرى.. هل فهمتم يا أصحاب الفزاعة؟!
الجريدة الرسمية