رئيس التحرير
عصام كامل

ليلة لم ينسها أنيس منصور في الأوبرا

فيتو

عُرف عن ملك مصر فاروق الأول حبه وولعه الشديد بعروض الأوبرا، حيث خصص له بنوار دائم لمشاهدة عروض الأوبرا.

وفى عام 1948 كما نشرت مجلة الجيل، عرضت بدار الأوبرا المصرية أوبرا "لاترافيا" وحضر الملك فاروق وحاشيته، وما أن بدأ العرض حتى هاج الملك وماج ينادى على مدير الأوبرا الفنان سليمان نجيب.


وحضر إليه مدير الأوبرا فسأله الملك: شايف اللى أنا شايفه يا سليمان؟

وكانت المشكلة أن أحد حاضرى عرض الأوبرا خلع عن نفسه جاكت بدلته واكتفى بالظهور بالقميص الأبيض، وكان هذا ضد البروتوكول في الأوبرا التي تشترط ارتداء الردنجوت أي البدلة الرسمية.

وحسبما نشرت المجلة، فهذا التصرف هو أشد ما يغضب الملك فهو حريص على مراعاة البروتوكول خاصة في الأوبرا.

وتحرك سليمان نجيب إلى حيث المتفرج وطلب منه ارتداء الجاكيت وإلا ترك المكان، وانتهت المشكلة.

ويحكى الكاتب الصحفى أنيس منصور عن موقف حدث له في تلك الليلة، حيث كان صديقا لسليمان نجيب ووكيل الأوبرا الشاعر عبد الرحمن صدقى وسكرتير الأوبرا صلاح ذهنى فيقول: دعانا عبد الرحمن صدقى لحضور عرض لاترافيا مجانا وعندما حضر الملك فاروق طلب منا ارتداء الردنجوت وكنت لا أملك هذه البدلة.

وأضاف: اضطر سليمان نجيب لفتح مخازن الأوبرا لارتدى من بدل الممثلين واحدة، وارتديت البدلة وبدأ عزف الأوركسترا وساد الصمت وفجأة شعرت بثورة واقتحام بالإبر ولسع النار في جسمى فالبدلة مليئة بالحشرات وأنا أتلوى والناس حولي يتململون ولا يمكننى الوقوف والخروج أثناء العرض لوجود الملك، وبعد انتهاء العرض طلبت فتح المخزن لارتداء ملابسى الأصلية إلا أن أمين المخزن كان قد أغلق المخزن وانصرف، وكانت ليلة عصيبة حتى عدت إلى منزلى.

وتولى الفنان سليمان نجيب رئاسة الأوبرا المصرية منذ عام 1938 حتى قيام ثورة يوليو 1952 وعندما خرج على المعاش مدت له حكومة الثورة عامين آخرين في رئاسة الأوبرا تقديرا له.

ونادت بعض الأصوات باستبعاد سليمان نجيب من أي منصب لأنه كان على صلة وثيقة بالملك السابق فقدم نجيب استقالته من دار الأوبرا.
الجريدة الرسمية