رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان وبيان ٢٠ سبتمبر!


أصدرت جماعة الإخوان بيانا ليلة أمس يؤكد (الدعم الكامل لأى حراك جماهيرى في البلاد والمشاركة فيه)، ومع ذلك خرج بعض المتحمسين لما شهدته أمس مصر لينفوا مشاركة الإخوان في التظاهرات، مدعين أن كل ما قام به الإخوان من جهد اقتصر على العالم الافتراضي، أي كان على شاشات أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الأيباد والتليفون المحمول فقط، رغم أن هناك لافتات كانت تتضمن ذات الأكلات الذي تعودت قنوات ومواقع الإخوان الإلكترونية على استخدامه طوال السنوات الخمس الماضية ضد الحكم الحالى..


بل والأكثر من ذلك، فإن الإخوان يؤكدون في بيانهم أنهم سوف يواصلون الاشتراك الفاعل في الحراك، وهم يقولون بوضوح إن جماعتهم ستظل (فاعلة مع الحراك ولن تتوقف في نضالها ضد الحكم)، وذلك رغم دعوة الإخوان تجنب رفع أي شعارات حزبية وعدم توظيف المشهد في أي إطار سياسي، حتى يظل المشهد وطنيا وغير ملون!

نعم هناك من هم من غير الإخوان رافضين للحكم الحالى ولا يخفون ذلك ويجاهرون به، وهناك أيضا عدم رضاء بسبب الآثار الجانبية لبرنامج الإصلاح الإقتصادى، ورغبة في مراجعات لبعض السياسات، خاصة الاقتصادية لتخفيف الأعباء على أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة، والسياسات الإعلامية وأيضًا المتعلقة بالعمل السياسي والأهلي، ولكن هذا لا يعنى أن تغشى أبصار البعض فلا يَرَوْن حجم الحضور الإخوانى فيما حدث ويحدث، ورغبتهم في أن يستغلوا ويستثمروا أي شىء يحدث في الشارع من أجل استعادة الحكم الذي طردوا منه، ويشجعهم على ذلك ضعف القوى المدنية وانقسامها، والأخطر تشوش الرؤى الذي يسودها، والذي جعلها لا تستشعر بالخطر الإخوانى.

إن الإخوان لا يكررون لعبتهم التي قاموا بها في يناير ٢٠١١ فقط، بل إنهم كما يبدون من بيانهم استفادوا من أخطائهم خلالها ليضمنوا عودة أسهل وأقل تكلفة للسلطة مجددا.. إنهم ليسوا فقط يسعون لركوب ما حدث وما قد يحدث مستقبلا وإنما هم منذ البداية مخططين له ومشاركون فيه.. أي ركوبه مستقبلا.. وأرجو أن يتنبه الجميع لذلك حتى لا تلحق بِنَا كارثة سقوطنا في أسر فاشية دينية، سيكون أول شىء تفعله هو الانتقام ليس من خصومها السياسيين أو الأيديولوجيين فقط، وإنما من عموم الشعب الذين تجرأوا في يونيو وخرجوا يطالبون بالإطاحة بحكمهم.

وهذا يرتب على الجميع مسؤوليات وواجبات لا بد منها لنحمى أنفسنا من هذا الخطر ونستعيد مناعة مجتمعنا ضد الخطر الإخواني التي تأثرت سلبا مؤخرا. ولن يتحقق ذلك باليقظة الأمنية فقط، وإنما يجب أن يسبقها يقظة سياسية سوف تهدينا جميعا لما يتعين علينا أن نقوم به ونفعله.
الجريدة الرسمية