أمان الأوطان في عصر الانفتاح لمواقع التواصل الاجتماعي
أمان الأوطان في عصر الانفتاح لمواقع التواصل الاجتماعي أصبح شكلا مختلفا عما تعودنا عليه قبل الطفرة الكبيرة التي حدثت في السنوات الأخيرة في مجال الاتصالات، والتي جعلت المنشورات متاحة ويتم مشاركتها لتصل إلى أعلى معدلات مشاهدة في عالم افتراضي، وهذا الانتشار قد يضر بالناس إذا كان المحتوى يدعو إلى زرع الفتن.
أمان الأوطان يدركه كل من مر بنفس الظروف التي مرت بنا بعد أحداث يناير 2011، ونجونا منها والحمد لله، حيث كنا في أشد الحاجة إلى الأمن، فلا يمكن أن تتحقق التنمية بدون الأمن أولا، وثانيا لا بد أن يؤمن كل منا أنه يشارك في التنمية لتحقيق غد أفضل لأبنائنا.
لقد أدركنا عدونا جيدا وحفظ الله مصر من شروره وكتب الله لها النجاة وندعو الله أن تعود البلدان -التي انزلقت إلى دوامة الفتن- إلى أهلها سليمة، يرحم الله الموتى، ويشفى المصابين، ويحفظ الله أهلها من شرور الفتن التي فرقت بين الأهل، ليصبح كل فرد عدوا للآخر، وللأسف أدرك العدو أننا جميعا ابتلعنا الطعم بذكائه وحقق أهدافه التي أزهقت أرواحا طاهرة ودماء زكية، وهو لم يتكلف شيئا إلا منشورات يشاركها الناس تشعل النيران وتقضى على الأخضر واليابس.
وللأسف لا تستطيع أن نوقف الفتنة إلا بالوعى، فالوعى فقط هو الذي يجعلنا نفكر ولو لحظات قبل أن نشارك منشورا يمكن أن يؤدى إلى إشعال نيران تقضى علينا جميعا ونساعد عدونا ضد أنفسنا.
إننا على قدر من الوعى كفيل بإفشال كل ما يخططون به ويراهنون فيما بينهم على غبائنا، بل وتعمل مراكز أبحاثهم على الموضوعات الشائكة التي تشغل الرأي العام والتي يمكنهم استهدافها، وبالطبع يحدث ذلك بعدد لا حصر له من الحسابات الوهمية ليشق الصف وخلق حالة انقسام بين المواطنين، ومن المدهش أن نجد المهتمين بذلك والمتفاعلين معهم لا يعلمون أنهم يساعدون على إشعال النيران في الحطب، وفى النهاية نحن جميعا الخاسرون.
إن الأمانة تفرض علينا أن نراعى الله في كل قول وعمل لعل الله يصلح بنا حال الأرض ويخلق غدا أفضل لأبنائنا الذين سيحاسبوننا على ما صنعناه لهم، وكيف حافظنا على وطننا وأمنه وسلامة أراضيه وكرامة أهله.