هل تريدون إعادة الإخوان للحكم؟!
منذ يناير ٢٠١١ وحتى الآن لم تتقدم القوى السياسية المدنية خطوة واحدة للأمام، بل على العكس لعلها تراجعت.. لقد اعتراها ضعف هي وأحزابها وحركاتها، وتباعدت عن عموم الناس.. وفى ذات الوقت فإن الإخوان وحلفاءهم من تيار الإسلام السياسي لم يفقدوا كل قدراتهم وقواهم رغم الملاحقة والمطاردة التي يتعرضون لها منذ يوليو٢٠١٣..
فإن جماعتهم التي تم حلها ما زالت تحتفظ بالعديد من الأعضاء والمتعاطفين الذين يمكن أن تحركهم كما تشاء.. كما أن الإخوان يحتفظون بما يكفى ويزيد من الأموال التي يستخدمونها في تنفيذ مخططاتها المختلفة، فضلا عن أنهم لديهم تنظيم دولى ما زال فاعلا وحاضرا في العديد من مناطق العالم، خاصة في أوروبا وأفريقيا وآسيا، والأكثر يحظون بدعم ورعاية دول وحكومات مختلفة في منطقتنا.
ولذلك فإن أي تغيير سياسي الآن بالحساب العقلاني سوف يَصْب في مصلحة الإخوان ويخدمهم وحدهم، خاصة وأنهم لم يتنازلوا عن رغبة استعادة الحكم الذي طردوا منه شعبيا، بل والانتقام ممن ساهم في ذلك، ومن سكت أيضا عليه.. وكان البعض ممن يطالب باستئناف العمل الاحتجاجي مجددا يدعو لعودة الإخوان مجددا للحكم.. إنهم يدعوننا إلى أن نرمى بأنفسنا إلى التهلكة مرة أخرى.. أو بتسليم أنفسنا طواعية للفاشية الدينية.
إننا يجب أن ننتبه لهذا الخطر قبل أن يفوت الأوان وتحدث الكارثة.. وهذه دعوة لنا جميعا.. مثقفين وسياسيين.. معارضين ومؤيدين.. مواطنين عاديين ومسؤولين يديرون البلاد.. وهذا يقتضى أن نراجع جميعا أنفسنا ونعيد النظر في العديد من الأمور.